( 2) في الاستلال بهذه الاية على هذا الفن نظر ، وكانه يشير الى الشكل المثلث والاشارة في قوله تعالى :( وكل شيء عنده بمقدار ) اقوى ، ففي اقل اشارة او احتمالها في اية كفاية الرد على دعوى مباينة تلك الفنون للقرآن .
وأما الجبر والمقابلة فقد قيل إن أوائل السور فيها مدد وأعوام وأيام لتواريخ أمم سالفة وأن فيها تاريخ بقاء هذه الأمة وتاريخ مدة أيام الدنيا ، وما مضى وما بقي مضروب بعضها في بعض .
وأما النجامة ففي قوله تعالى: { قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين } ( الأحقاف / 4)قال به ( حبر الأمة )(1) . وفيه أصول الصنائع كلها والمعاملات .اه وبالجملة كتاب أنزله الله للبشر ، كافل لسعادتهم في الدارين { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب } ( ص / 29)
( قلت) من العلوم الممتازة بالتآليف النفيسة وأخصاء ونوابغ ( علم النفس ) وقد أصبح من العلوم المقفرة بالجامعات الكبرى وهو وإن كان شعبة من علم الأخلاق لكنه توسع فيه العلماء وأبرزوه في ثوب قشيب وحلة بديعة ، المتبرزون فيه لهم اقتدار في تربية القوى العقلية وإدراك النفوس واستعدادها وتهذيب الأخلاق ، وسيكون في مستقبل الأيام لهذا العلم شأن وأي شأن بما ظهر فيه من الأسرار العجيبة ، وقد أخبرني بعض الأساتذة أن الاعتناء بهذا الفن عند الأمم الأوروبية أبلغهم إلى حد معرفة النفوس الشريرة كل بما يخصها من قبيح الأعمال حتى صاروا يستخرجون قضايا الجنايات بهذه المواهب بطريقة صادقة يحكمون بها .
Sayfa 66