فالنقصان الذي يضطر الناس إلى الإتمام والاستكمال جعل أفراد البشر مرتبطة ، ولا سيما أفراد الشعب الواحد ، والمصالح العامة ضرورية بين الناس الاستغناء عنها مستحيل ، لاتمنع منها ولاية ولا براءة لأنها من وظائف القلوب لهذا قال - صلى الله عليه وسلم - (افشوا السلام تحابوا)ما أحوج أولئك إلى درس علم النفس أيضا والوقوف على أسرار الإسلام حتى يعلموا سر إيجادهم ومعنى إنسانيتهم وكونهم بالطبع مدنيين
{ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين } ( القصص / 56)
المكاييل والمقاييس
من الفنون التي يزاولها الشبان بالمدرسة فن المكاييل والأوزان ، وليس بخفي أن الأقيسة على اختلاف أنواعها هي القطب الذي تدور عليه رحى المعاملة فيما بين الناس وينضبط به أمر التبادل العام الذي هو أس الثروة والعمران وتتعين مقادير الحقوق الشرعية في الزكاة والصدقات وغيرها وبدونها لا يمكن الوصول إلى هذه الغاية الشريفة فيتلاشى أو يفسد كثير من أصول الدين القويم وتتعطل حركة المعاملة ويختل أمرها حيث لا يعرف الإنسان كيف تكون .
لم تزل مسائل هذا الفن مطمح أنظار العقلاء ومبحث القادة من العلماء ، ولها أهمية عظيمة بين الأمم المتقدمة وتعد من الواجبات المدرسية على التلميذ في أطواره المدرسية الأولية حتى يكون بصيرا بآلات التعامل بين أمته وغيرها كذلك ، فإن سمحت له الأقدار بتعاطي المعاملة كان في تجارته لا يظلم ولا يظلم .
Sayfa 63