وما أورده هذا المجتهد الجليل الذي عرف مكانته أرباب هذه الفنون العصر ( كالهندسة )، و(الطبيعة )، و ( الكيمياء )، و ( التشريح)، و( تاريخ الحيوان )، و ( علم النفس )، و( علم تهذيب الأخلاق )، وغيرها إلا أن هناك اختلافا في المصطلحات والترتيب ،وهي الآن أخصر طريقة وأوضح بيانا وأكمل تفصيلا، بهذه الفنون أصبح الإنسان يمخر عباب الأرض ؛ لاستخراج مكنونات أحشائها واستخدام الميكانيكية ، وسراج الغياهب، والسوائل وغيرها من موارد الحياة التي هي من آلاء الله، ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) سبحان بديع السماوات والأرض القادر المريد .
علم الكيمياء
علم باحث عن تحليل الأجسام وتركيبها، سواء كانت تلك الأجسام بسيطة أو مركبة ، فيكون هذا العلم باحثا عن كيفية تفاعل الأجزاء العنصرية الدقيقة المركب منها الجسم في بعضها وعن طبيعة تلك الأجزاء وعن طريق كيفيات تحليل الأجسام ثم تركيبها .
فخرج علم الطبيعة فإنه باحث عن النسب بين الأجسام من حيث إنها كتل وعن الخواص العامة للأجسام وعن وسائط ذلك التفاعل .
وعن تفاعلها الميكانيكي في بعضها ، وخرج علم الفلك ؛ لأنه إنما يبحث عن الأجرام السماوية من حيث حركاتها ودورانها وغير ذلك .
ففي سنن الكائنات : الكيمياء القديمة كان الغرض منها معرفة ( حجر الفلاسفة) وهو الجوهر الذي إذا وضع على أي معدن يصير ذهبا على حد زعمهم ، ومعرفة (إكسير الحياة ) وهو الذي كانوا يظنون أنه يعيد الشيخ شابا أو أنه يشفي جميع الأمراض ، وأما الآن فالغرض من الكيمياء معرفة أصول المركبات ، وكيفية تركيبها وتحليلها ، وهذه الأصول تسمى بالعناصر ، وهي كثيرة ولكنها الآن لا تتجاوز الثمانين ، ومن أهمها الحديد والنحاس والأكسجين والكربون .
Sayfa 46