الآية { قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير } ( العنكبوت / 20) وأمثالهما من الآيات الواردة بصيغة التوبيخ والإنكار ، لكنا نحن ما أجهلنا بحاضرنا وبادينا وما أشد تقصيرنا في أداء الواجب لم لا نعلم الجرافية ونسير في الأرض ونسافر في طلب المعالي ؟ لم لا نتبع سبيل الأسلاف الذين كانوا يسافرون الشهور لمسئلة واحدة من العلم ؟ ،لم لا نعرف هذا الفن فنعلم مواقع البلاد ونتائجها؟ ونعلم كيف نستوردها لتحصيل الثروة كالأجانب؟
أليس من العار أن لا نعلم موقع عمان مثلا،أو الزنجبار أو الآستانهة أو غيرها من المواقع الهامة ونرحل إليها ونجتمع بإخواننا أينما حلوا ،ونزيل سوء التفاهم بين المسلمين حتى يلتئم شعث الإسلام ويرأب صدعه (1) .
أصبح هذا الفن يعرفه صغار التلاميذ، من الأجانب والعالم الإسلامي الضليع لا يعرف منه شيئا،أليس من العار المبين أن يسود الإسلام في الصين حتى يبلغ سبعين مليونا ولا نعرف عن أحواله شيئا؟
ولنورد لك ما كتبه شمس الدين أبو يعقوب من رسائل إخوان الصفا؛ لتزداد يقينا بما عليه الجامدون، من الإجرام والغباوة وتسفيه الحق حتى لايلتبس عليك أمرهم فتكون من الهالكين ، قال رحمه الله :
(الرسالة الخامسة ) في جغرافية الأرض يعني صورة الأرض والأقاليم وبيان ( بأن الأرض كروية الشكل )، بجميع ما عليها من الجبال والبحار والبراري والأنهار والمدن والقرى،وكيفية تخطيطها ومسالكها وممالكها ، والغرض منه هو علة ورود النفس
(1) الشعث التفرق ، ويرأب يصلح ، والصدع الشق .
إلى هذا العالم والحض على التفكير في هذه الآيات اللاتي في الآفاق لأنفس الغفلين عنها حتى يتبين لهم الحق، فيستعدون للرحيل والتزود إلى دار الآخرة قبل الممات وفناء العمر وتقارب الأجل وقبل الفوت والندامة(1) .
Sayfa 34