فلا تغرنكم كلمات يكتبها من لازلتم تشاهدون منهم أعمال الجناية والنكاية بقومهم ، وكيف ما كانت في نظركم حقا فقد أريد به باطل ، ولئن انخدعنا مرة فلا ننخدع أخرى (المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين)
إن التلاميذ ليسوا في معزل عن تعليم ما يلزمهم من علمي التوحيد والشريعة كما يدعي المعارضون ، وهم يعلمون أنهم لكاذبون ، بل يأخذون من هذه الواجبات ما يترتب عليهم كأن يأخذوا دروسا في علم التوحيد، ودروسا في الفقه(1) في كل أسبوع، مع اليقظة التامة في مراقبة البالغ منهم عند التباسه بأداء الواجبات وإقناعهم بأنهم خلقوا للعمل العائد عليهم بالفلاح العاجل والآجل ألا وهو تمسكهم بالدين الحنيف بمعنى الكلمة قولا وفعلا، بطريقة لا يحلم بها الأجلاف، سهلة التناول واضحة البيان، يفهمون بها ما هي شريعة الله؟ ويدركون ما هي العبادة؟ زيادة على ما يلقى إليهم من تاريخ الإسلام وحياة الأئمة ، وعبثا نحاول أن نبرهن على ما هو ساطع كالغزالة (2)رأد الضحى.
(1) يلقى لهم درس يوميا في الأيام الطوال إما في الفقه وإما في التوحيد ، وإما في تاريخ الأئمة ( سلم العامة ) و( جامع أركان الاسلام ) و( نور التوحيد ) وأمثالها .
(2) الشمس وقت الضحى
( أيعمى العالمون عن الضياء ؟)
ومما أوضحناه تعلم أن المسلك الذي انتهجناه مع هذه النهضة المباركة في تثقيف أذهان التلاميذ وتهذيب أخلاقهم هو الصراط السوي والمسلك الحميد ، كما سلمه المعارض نقلا عن المجلة(1) ، وهو أرقى ما ينبغي أن يتبع حيث لم يفقد فيه الطلبة ما يجب من وظائف الدين قولا وعملا واعتقادا، ولا ما تتحلى به نفوسهم من التهذيب والأخلاق الفاضلة والشيم الجليلة والشهامة والإباء وعزة النفس التي بها يترفع المرء عن الدناءة ومواقف التهم ،وما ينمي فيهم القوى العقلية والشعور الديني .
Sayfa 12