دعائم التمكين
دعائم التمكين
Yayıncı
الجامعة الإسلامية
Baskı Numarası
العدد المائة وعشرة-السنة الثانية والثلاثون
Yayın Yılı
١٤٢٠هـ/٢٠٠٠م
Yayın Yeri
المدينة المنورة
Türler
المطلب الثاني: أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، أصل عظيم من آكد الأصول الإسلامية وأوجبها وألزمها. حتى ألحقه بعض العلماء بالأركان التي لا يقوم بناء الإسلام إلاَّ عليها.
وإنَّما أُرْسِلَت الرسل وأُنْزِلَت الكتب للأمر بالمعروف الذي رأسه وأصله التوحيد، وللنهي عن المنكر الذي رأسه وأصله الشرك والعمل لغير الله. وشرع الجهاد لأجل ذلك، وإن كان الجهاد قدرًا زائدًا على مجرد الأمر والنهي.
إذ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله، يتوقف قيام الدين، فلولاه ما قام الإسلام، ولا ظهر دين الله، ولا علت كلمته.
ويتوقف - أيضًا - قيام الدولة الإسلامية واستقامتها وصلاحها على القيام به. كما أنَّ صلاح العباد متوقف على القيام به١.
وبيان ذلك: أنَّ جماع الدين وجميع الولايات هو أمر ونهي، والأمر الذي بعث الله به رسوله ﷺ هو الأمر بالمعروف. والنهي الذي بعث الله به رسوله ﷺ هو النهي عن المنكر.
وبهذا نعت الله تعالى النبيَّ والمؤمنين فقال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَه﴾ [التوبة: ٧١] .
وجميع الولايات الإسلامية، كولاية الحكم، وولاية الحرب، وولاية المال، وولاية الحسبة، وغيرها، إنَّما مقصودها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر٢.
_________
١ القول البين الأظهر في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص١٢-١٣
٢ المرجع السابق ص ١٣
1 / 87