152

Cuyun Rasailwa Ajwiba

مجموعة الرسائل والمسائل النجدية لبعض علماء نجد الأعلام (الجزء الثالث)

Soruşturmacı

حسين محمد بوا

Yayıncı

مكتبة الرشد

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yeri

الرياض

Türler

Fetvalar
والتمس المخدج (١) المنعوت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره من أهل السنن (٢) .

(١) المخدج: هو ناقص الخلق، يقال أخدج الردل صلاته، فهو مخدح وهي مخدجة. والخداج. النقصان، وأصل ذلك من خداج الناقة، إذا ولدت وزلدًا ناقص الخلق، أو لغير تمام.
ومخدج اليد: أي ناقص اليد. انظر: النهاية لابن الأثير، ٢/١٣. ولسان العرب، ٢/٢٤٨، مادة (خدج) .
(٢) الحديث الذي ورد فيه التماس علي ﵁ للمخدج: عن سلمة بن كهيل، حدثني زيد بن وهب الجهني، أنه كان في الجيش الذي كانوا مع علي ﵁، الذين ساروا إلى الخوارج، فقال عليّ ﵁ ": أيها الناس، إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن، ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشي، ولا صيامكم إلى صيامكم بشيء، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لو يعلم الجيش الذي يصيبونهم، ما قُضي لهم على لسان نبيهم ﷺ لاتكلوا عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلًا له عضد وليس له ذراع، على رأس عضده مثل حلمة الثدي، عليه شعرات بيض. فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، والله إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم؛ فإنهم قد سفكوا الدم الحرام، وأغاروا على سرح الناس، فسيروا على اسم الله» قال سلمة بن كهيل: فنزلني زيد بن وهب منزلًا حتى قال: "مررنا على قنطرة، فلما التقينا، وعلى الخوارج يومئذٍ عبد الله بن وهب الراسبي، فقال لهم: "ألقوا رماحكم وسلوا سيوفكم من جفونها، فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء". فرجعوا فوحشوا برماحهم، وسلوا السيوف، وشجرهم الناس برماحهم". قال: "وقُتل بعضهم على بعض، وما أصيب من الناس يومئذٍ إلا رجلان. فقال علي ﵁": التمسوا فيهم المخدج"، فالتمسوه، فلم يجدوه. فقام علي ﵁ بنفسه حتى أتى ناسًا قد قتل بعضهم بعضًا، قال: "أخروهم"، فوجدوه مما يلي الأرض، فكبر ثم قال: "صدق الله، وبلغ رسوله". قال: "فقام إليه عبيدة السليمان، فقال: "يا أمير المؤمنين، والله الذي لا إله إلا هو، لسمعت هذا الحديث من رسول الله ﷺ، فقال: "إي والله الذي لا إله إلا هو"، حتى استحلفه ثلاثًا، وهو يحلف. أخرجه مسلم في صحيحه بشرح النووي، ٧/١٧٧-١٧٨، كتاب الزكاة، باب التحريض على قتل الخوارج، واللفظ له. وأبو داود في سننه، ١/٣٢، المقدمة، باب ذكر الخوارج (مختصرًا) . والإمام أحمد في مسنده، طبعة مؤسسة قرطبة، بها فهرس رواه المسند، لمحمد ناصر الدين الألباني، ١/٨٨، ١٤٠-١٤١. من طرق آخر.
كلام علماء أهل السنة في الخوارج:
أولًا: في وجوب قتالهم:
يجمع العلماء على وجوب قتال الخوارج متى خرجوا على الإمام وخالفوا الجماعة. وقد نقل هذا الإجماع، الإمام النووي في شرح مسلم، ٧/١٧٥، وشيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ٣/٢٨٢.
ثانيًا: في تكفيرهم:
ولهم في تكفيرهم قولان مشهوران، وهما روايتان عن الإمام أحمد -كما ذكره شيخ الإسلام في المجموع ٢٨/٥٠٠. وقد ذكر الإمام أحمد بن حجر في الفتح ١٢/٣١٣-٣١٥، أقوالهم وحجتهم في المسألة.
والتحقيق هو القول بعدم تكفيرهم؛ لما نقله شيخ الإسلام من إجماع الصحابة على عدم تكفيرهم، وأنه لم يكن في الصحاب من يكفرهم، لا علي ولا غيره من الصحابة، بل حكموا فيهم بحكم المسلمين الظالمين المعتدين. انظر مجموع الفتاوى ٣/٢٨٢، ٥/٢٤٧، ٧/٢١٧.

1 / 169