============================================================
مقالات البلخي وان قالوا: ليس بمحال وجوذ دلالة على الغائب؛ قيل لهم: وليس بمحال وجود علم بغائب.
ويقال لهم: هل تجيزون وجود أدلة على غائب لم يضغها واضع، ولم يديوها مدبؤ، وتنكرون وجود حي قادر عالم بالغيب نفسه ناقص مخذول.
مسألة: قال الملحدون: إنكم زعمتم أن الفاعل لو كان مثل فعله لوجب أن يكون لكل فاعل فاعل إلى ما لا نهاية له ظن، ولو كان كذلك لم يوجذ فاعل ولا فعل. فلم أوجبتم ذلك، وما أنكرثم أن يكون الفاعل مثله في وجه لا يكون مثله في أن له فاعلا؟
الجواب: قال الموحدون: إن الشيئين إذا كان أحذهما مثل الآخر في وجه، ولم يكن مثله في وجه آخر؛ لم يكن بد من إثبات وجهين، وإلا فالكلام لغؤ. إذا كان هذا وجهين(1) فلن يخلو من أن يكونا فعلين أو فاعلين، وإذا لم يخل من ذلك وجب فيهما ما وجب في الفعلين والفاعلين الأولين، ثم كذلك إلى مالا نهاية له، وهذا محال.
مسألة: قال الملحدون: إذا زعمثم أنه لم يزل عالما فما معنى امتحانه لعباده؟
وهل يمتحن ويختبر إلا من لا يعرف حال الممتحن في عاقبة أمره، وما يظهر منه عندها؟
(1) في الأصل: وجهان.
Sayfa 630