وإذا كان في الدار الآخرة وفتح له بابه، وأزال عن قلبه حجابه، ووصل إلى
الغايات، وزالت عنه أمراض البدايات، ومن عليه مولاه بالقرب واللقاء، وكساه من
حلل الفوز والنقاء، وأزال عنه التعب والشقاء، فهناك ينال غاية نعيمه، وهناك يسقى
من شراب مزاج تسنيمه ، وهناك تشتعل بعد الخمود أنواره ، ويشتغل بالنعيم جسده ،
وبالذكر لسانه، وبالمناجاة قلبه، وبالمشاهدة روحه، وبالقلب أسراره ( إن أصحاب
الجنة السوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون ).
وقال رضي الله عنه : ليس الشأن الخفاء في الخفاء ، إنما الشأن الخفاء في الظهور.
وقال رضي الله عنه: اغتنم شيئين في هذه الدار : طاعة بظاهرك، أو يقظة وتذكرا بباطنك
فكلاهما نافع، وإحداهما أنفع من الأخرى، فبهذه تصل - برحمة االله - إلى جنة الله
وبهذه ينهض القلب - بتوفيق الله - إلى تنسم نسيم القرب إلى الله.
Bilinmeyen sayfa