تقديم
الحمد لله، أحمده وأستعينه وأستهديه واستغفره، وأعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا فضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.
وأصلي وأسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين، من بعثه الله رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد الصادق الوعد الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الهداة المهديين.
أما بعد:
فإن بعثة النبي الكريم كان لها الأثر الجلي الواضح في تغيير مسار التاريخ، فنقلت البشرية من البؤس والجهل، إلى رحاب السعادة والعلم، فأنقذ الله ﷿ ببعثته ﷺ الناس من الظلام إلى النور، وسار بهم إلى رضوان الله ﷿، فمن اقتدى بهديه فقد أفلح ورشد، ومن ابتعد عن سبيله فقد ضل وغوى.
وإن هذا الكتاب القيم لابن سيد الناس، هو من الكتب المعتبرة الجامعة لفوائد السير، ابلى فيه الإمام أبي الفتح محمد بن محمد المعروف بفتح الدين ابن سيد الناس الأندلسي البلاء الحسن، فابتعد عن الإطالة المملة، أو الاختصار الذي يذهب بالفائدة، فجمع ﵁ المتفرقات، وسلك ما اقتضاه التاريخ من ذكر الوقائع مرتبة واحدة بعد أخرى. فكان معتدلا وسطا بين كتب السير، فجزى الله مصنفه خير الجزاء، وأسكنه فسيح الرضوان.
وبعد:
فإننا إذا نقدم هذا الكتاب النفيس إلى القارئ الكريم، في حلته هذه، نود
1 / 7