26

Cutting Ties to Reflect on the Servitude of the Creatures

قطع العلائق للتفكر في عبودية الخلائق

Yayıncı

مركز تأصيل علوم التنزيل للبحوث العلمية والدراسات القرآنية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٤٣ هـ

Yayın Yeri

القاهرة - مصر

Türler

ولعل في هذا كفاية، والحمد لله رب العالمين. المبحث الثالث: أصل الدين مبني على أصلين عظيمين (العبودية - والاستعانة) والمقصود من بيانه في هذا المبحث أن أصل الدين مبنى على (العبودية-والاستعانة). وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: الغاية من خلق المكلفين تحقيق العبودية إن العبودية: هي المهمة العظيمة والغاية الجليلة التي خلق الله تعالى المكلفين من الثقلين من أجلها، فالله تعالى خلقهم ليعبدوا وهو غني عنهم غنى تام، وهم فقراء إليه سبحانه فقرًا تامًّا. كما قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذريات: ٥٦) «أي: إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم. وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس ﵁: (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) «أي: إلا ليقروا بعبادتي طوعًا أو كرهًا»، وهذا اختيار ابن جرير. وقال ابن جُرَيْج: «إلا ليعرفون». وقال الربيع بن أنس: (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) أي: «إلا للعبادة» (^١). وقال القرطبي-﵀: «أي: ليذلوا ويخضعوا لي» (^٢). «قال علي بن أبي طالب ﵁: (إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) أي: إلا لآمرهم أن يعبدوني وأدعوهم إلى عبادتي، يؤيده قوله ﷿ (وَمَآ أمروا إِلاَّ ليعبدوا إلها وَاحِدًا) [التوبة: ٣١]. وقال مجاهد: «إلا ليعرفوني».

(^١) تفسير ابن كثير (٧/ ٤٢٥) (^٢) تفسير القرطبي، الجامع لأحكام القرآن (١٧/ ٥٦). الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي المؤلف: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (المتوفى: ٦٧١ هـ) تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش الناشر: دار الكتب المصرية - القاهرة الطبعة: الثانية، ١٣٨٤ هـ - ١٩٦٤ م عدد الأجزاء: ٢٠ جزءا (في ١٠ مجلدات).

1 / 24