Osman Bin Affan: Hilafet ile Krallık Arasında
عثمان بن عفان: بين الخلافة والملك
Türler
صلى الله عليه وسلم
وصاحبه، فإن الله - عز وجل - لا يمحو السيئ بالسيئ، ولكنه يمحو السيئ بالحسن، ليس بين الله وبين أحد نسب إلا بطاعته، فالناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سواء، الله ربهم وهم عباده يتفاضلون بالعافية ويدركون ما عنده بالطاعة، فانظر الأمر الذي رأيت النبي
صلى الله عليه وسلم
منذ بعث إلى أن فارقنا يلزمه فالزمه، فإنه الأمر.»
7
وكان عبد الرحمن بن عوف كسعد بن أبي وقاص قرشيا زهريا من أخوال رسول الله. هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب، وأمه الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب، وهي لذلك وثيقة القربى من أبيه، وكان عبد الرحمن صهرا لعثمان بن عفان وابن عم لسعد بن أبي وقاص. وكان منذ نشأته تاجرا أمينا زادت أمانته ربح تجارته وجعلته موضع الثقة من الناس جميعا، وموضع الثقة من رسول الله منذ دخل في دين الله مع السابقين والأولين، حتى كان رسول الله يقول عنه: «أمين في الأرض أمين في السماء.»
8
لما هاجر إلى المدينة نزل على سعد بن الربيع الخزرجي، فقال له سعد: «هذا مالي فأنا أقاسمه، ولي زوجتان فأنا أنزل لك عن إحداهما.» قال عبد الرحمن: «بارك الله لك في مالك وفي زوجك، ولكن إذا أصبحت فدلوني على سوقكم»، فدلوه، فخرج إليها فرجع رابحا، ثم لم يزل بعد ذلك يتجر ويزداد ربحه حتى كان عند وفاته من أكثر المسلمين مالا. وكان رسول الله يؤثره بصحبته، كما كان يشير على أبي بكر وعمر. وكان لأمانته ورفقه يحظى من ثقة أهل الرأي وطمأنينتهم بما جعل الكثيرين يرشحونه للخلافة بعد عمر.
وكان طلحة بن عبيد الله من بني تيم بن مرة قبيلة أبي بكر. فهو ابن عثمان بن عمر بن كعب بن تيم بن مرة. وأمه الصعبة بنت عبيد الله الحضرمي، وأم الصعبة عائشة بنت وهب بن عبد الدار بن قصي بن كلاب. وكان طلحة تاجرا يذهب في رحلتي الشتاء والصيف إلى اليمن وإلى الشام. وكان يعد من حكماء قريش ومن أكثر أهل مكة شجاعة وكرما، فلما بعث النبي وأسلم أبو بكر كان طلحة أول من جاء إلى الصديق، وذهب معه إلى النبي وأعلن إليه إسلامه. عاد يوما بعد رحلته إلى الشام فذكر للنبي أن أهل المدينة ينتظرون هجرته إليهم. فلما استقر المسلمون بالمدينة وبدأت الغزوات كان طلحة في مقدمة الذين اشتركوا فيها. بعثه رسول الله يتعرف أخبار أبي سفيان قبيل غزوة بدر. ولما أصيب رسول الله في أحد وقف طلحة إلى جانبه، وكان من أشد المدافعين عنه حتى أصابته جراحات كادت تقضي عليه. وبعد غزوة تبوك أمر رسول الله طلحة فأحرق بيت سويلم اليهودي الذي اتخذه المنافقون كهفهم للدس بين المسلمين. وعلى أثر وفاة رسول الله اعتزل طلحة مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام في بيت فاطمة، فلم يحضر اجتماع أبي بكر وعمر وأبي عبيدة في سقيفة بني ساعدة. وإذ بويع أبو بكر بالخلافة ووقف في وجه المرتدين والذين منعوا الزكاة كان طلحة مع علي والزبير على حراسة المدينة. ثم إن الخليفة استبقاه بعد ذلك إلى جانبه مع المشيرين عليه أمثال عمر وعثمان وعلي وعبد الرحمن بن عوف، وغيرهم من كبار الصحابة والسابقين إلى الإسلام. وكان طلحة ممن عارضوا أبا بكر في استخلاف عمر حين كان الصديق في مرضه الأخير. ذهب إليه في جماعة من المسلمين، وقال له: «استخلفت على الناس عمر وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف به إذا خلا بهم وأنت لاق ربك. فغضب أبو بكر وصاح في طلحة: أبالله تخوفني؟ إذا لقيت ربي فسائلني قلت: استخلفت على أهلك خير أهلك.»
9
Bilinmeyen sayfa