Osman Bin Affan: Hilafet ile Krallık Arasında
عثمان بن عفان: بين الخلافة والملك
Türler
عثمان بن عفان
عثمان بن عفان
بين الخلافة والملك
تأليف
محمد حسين هيكل
«أصدق أمتي حياء عثمان» (حديث شريف).
الفصل الأول
حديث الشورى وبيعة عثمان
كانت شبة جزيرة العرب، أول ما قام النبي العربي داعيا إلى الإسلام، مقسمة بين قبائل مستقلة بعضها عن بعض، متفاوتة في درجات الحضر والبداوة، تعيش في صراع دائم ونزاع مستمر، يخضع أكثر أرجائها رخاء لسلطان الفرس أو نفوذ الروم. فلما اختار رسول الله الرفيق الأعلى بعد ثلاث وعشرين سنة من بعثه كان نفوذ الفرس والروم قد تقلص عن شبه الجزيرة، ودخلت القبائل العربية في دين الله أفواجا. واستخلف أبو بكر فحارب العرب الذين ارتدوا عن الإسلام وردهم إليه؛ فبدأت الوحدة الدينية والسياسية تنتظم شبه الجزيرة. عند ذلك مهد أبو بكر لقيام الإمبراطورية الإسلامية بغزو العراق والشام، لكن الأجل لم يمهله ريثما يتم ما بدأه.
واستخلف أبو بكر عمر بن الخطاب فتابع سياسة الصديق، فاندفعت جيوش المسلمين من شبه الجزيرة إلى أراضي الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية، فقضت على الإمبراطورية الفارسية، وانتزعت من الدول الرومانية أبرز ولاياتها. وامتدت الإمبراطورية الإسلامية في عهد عمر من الصين شرقا إلى ما وراء برقة غربا، ومن بحر قزوين في الشمال إلى بلاد النوبة في الجنوب، واشتملت فارس والعراق والشام ومصر. بذلك ضمت الدولة العربية أمما متباينة أشد التباين في كل مقوماتها، إذ كانت كل أمة منها تختلف عن غيرها في اللغة والجنس، والعقيدة والحضارة، والبيئة الاجتماعية والبيئة الاقتصادية. ولكن سرعان ما انتشر الإسلام بين هذه الأمم، وأصبح الدين الجديد الرابطة التي تربط بينها، كما نجح العرب في صبغ الأمصار المفتوحة بصبغة عربية.
Bilinmeyen sayfa