158

Değerli İnciler Koleksiyonu

العقود الدرية

Araştırmacı

محمد حامد الفقي

Yayıncı

دار الكاتب العربي

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yeri

بيروت

وَهَذِه حَال أَقوام عَاهَدُوا ثمَّ نكثوا قَدِيما وحديثا فِي هَذِه الْغَزْوَة فَإِن فِي الْعَام الْمَاضِي وَفِي هَذَا الْعَام فِي أول الْأَمر كَانَ من أَصْنَاف النَّاس من عَاهَدَ على أَن يُقَاتل وَلَا يفر ثمَّ فر مُنْهَزِمًا لما اشْتَدَّ الْأَمر ثمَّ قَالَ الله تَعَالَى ﴿قل لن ينفعكم الْفِرَار إِن فررتم من الْمَوْت أَو الْقَتْل وَإِذا لَا تمتعون إِلَّا قَلِيلا﴾ فَأخْبر الله أَن الْفِرَار لَا ينفع لَا من الْمَوْت وَلَا من الْقَتْل فالفرار من الْمَوْت كالفرار من الطَّاعُون وَلذَلِك قَالَ النَّبِي ﷺ إِذا وَقع بِأَرْض وَأَنْتُم بهَا فَلَا تخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ والفرار من الْقَتْل كالفرار من الْجِهَاد وحرف لن يَنْفِي الْفِعْل فِي الزَّمن الْمُسْتَقْبل وَالْفِعْل نكرَة والنكرة فِي سِيَاق النَّفْي تعم جَمِيع أفرادها فَاقْتضى ذَلِك أَن الْفِرَار من الْمَوْت أَو الْقَتْل لَيْسَ فِيهِ مَنْفَعَة أبدا وَهَذَا خبر الله الصَّادِق فَمن اعْتقد أَن ذَلِك يَنْفَعهُ فقد كذب الله فِي خَبره

1 / 174