[المسألة الرابعة]:
في وجه منزلة منجما أما النجم فالوجوه منها : أن فيه أوامر ونواهي ومن يختلف بحيث المصالح للمأمورين ولأن فيه ناسخا ومنسوخا وسماع الناسخ المنسوخ يخرجه عمد كونه ناسخا على ما تأتي الإشارة إليه إن شاء الله تعالى من هذا المجموع ولأن حفظه لو أنزل دفعة واحدة متقرر منها أن النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] كان الكفار والمشركون يسألونه عن مسائل يسترشدونه في أخرى فأنزل الله تعالى أجر به المشركون علي وفي سؤالهم [........] وكذلك أوجبه المسلمون نسخ الإيمان في أفئدتهم وهذا موجدا في أسباب النزول وسنفسر له إن شاء الله تعالى كتابا [30- ] وقصة اليهود الذين أتاهم المشركون يستخبرونهم عن أمر النبي صلى الله عليه وآله [وسلم] ظاهرة فسيأتي في موضعها بين هذا المجموع إن شاء الله تعالى أو الإشارة إليها وأما كونه مستورا فلنذكر أولا معنى السورة ثم نذكر الوجه في ذلك أما السورة فهي كل منزلة إلينا وسميت سورة القرآن به لأنها منزلة بعد منزلة وهي عبارة عن قطعة من القرآن مترجمة أقلها ثلاث آيات والجمع سور بفتح الواو وقال الشاعر:
سودا المحاجر لا يقرن السواد ......هن الحرير لاربات خمرة ...
ويجمع على سورات وسورات بفتح الواو وتسكينها ثم فيها بعد ذلك لغتان: الهمزة وترك الهمزة فمن همزها فمعناه أنها قطعة من القرآن والقطعة قال لها سورة ومنه الحديث إذا أكلتم [.......] منه المستطير : المستقر والمبين من الإصدار يستعمل في الفرق والوصل ومن ترك الهمز وجعل واوها أصليا فهو مأخوذ من سور المدنية وسميت السورة بها لأنها مجوزة لها أولا وآخرا كالسور على المدنية فإنه بحثوا عليها وإما أن يؤخذ من علو المنزلة ويدرج الرتبة فيكون الشرف بها لقاربها والمرتبة بعلو لتاليها ومنه قول الشاعر :
في المجد ليس عن آبائها بمطار ......ولرهط جواب وفد سورة ...
Sayfa 46