Talib'in Zirvesi
عمدة الطالب- ابن عنبة
وكان قاسي القلب ذميم الأفعال وحسبه من ذلك تمكن الزنج من دماء المسلمين ونسائهم وأموالهم؛ ويحكى ان امرأة علوية أسرها زنجي وكان يسيء اليها فعارضته ذات يوم واشتكت اليه ما يفعل بها الزنجي فقال لها: أطيعي مولاك. وقد قيل انه كان خارجي المذهب يرى تكفير من ليس على رأيهم من أهل القبلة وكان صاحب الزنج مع شدة قلبه وقوة نفسه فصيح اللسان شاعرا، أنشدني له النقيب تاج الدين:
الموت يعلم لو بدا
لي خلقه ما هبت خلقه
والسيف يعلم انني
أعطيه يوم الروع حقه
ومدجج كره الكماة
نزاله فضربت عنقه
وقبلت ما أوصى به
جدي أبي وسلكت طرقه
وعلمت ان المجد ليس
ينال إلا بالمشقة
وأنشدني أيضا له (قدس الله روحه):
كم قد نماني من رئيس قشور
دامي الأنامل من خميس ممطر
خلقت أنامله لقائم مرهف
ولدفع معضلة وذروة منبر
ما إن يريد إذا الرماح شجرنه
درعا سوى سربال طيب العنصر
ويقول للطرف اصطبر لشبا القنا
فعقرت طرف المجد إن لم تعقر
وإذا تأمل شخص ضيف مقبل
متسربل سربال ليل أغبر
أومى الى الكوماء: هذا طارق
نحرتني الأعداء إن لم تنحري
وله ديوان مفرد ورأيت كثيرا من نسخه، وقد نحل كثيرا من أشعار علي بن محمد الحماني.
وأما 1 علي بن أحمد المختفي بن عيسى بن زيد فأعقب بكرمان وخراسان 2 منهم علي بن الحسين بن علي المذكور. قال الشيخ رضي الدين المدني: فيه قول. وله عقب منهم الحسن الديلمي بن علي بن داعي بن مهدي بن عبيد الله بن علي المذكور.
Sayfa 269