وأخرت الفاء فصارت ملأكًا، واستثقلت الهمزة، فنقلت حركتها إلى الساكن قبلها وحذفت، كقولهم: مره وكمه في المرأة والكمأة. والميم مزيدًة ووزنه الآن: مفل وهذا تصريف واضح، فلما جمع رد إلى أصله من الهمزة وبقي على قلبه فقيل: ملائكة ووزنها مفاعلة. وقيل: أصله ملأكة بتقدم اللام من لأك أي أرسل أيضًا. ثم فعل به من النقل ما تقدم ففيه نقل من غير قلبٍ، فوزنه معل. ويدل على أن هذا أصل بنفسه قوله: [من الطويل]
٧٠ - فلست لأنسي ولكن لملأكٍ ... تنزل من جو السماء يصوب
وقيل: هو من لاك اللقمة في فيه يلوكها أي يديرها. والملك من هذا المعنى فيكون قد حذف العين، ووزنه مفل ثم عادت العين في الجمع. ووزن الملائكة على هذين مفاعلة من غير قلبٍ. وقيل: هو من الملك فميمه أصلية، ثم زيدت فيه الهمزة إما قبل اللام وإما بعدها كما زيدت في شأملٍ وشمألٍ، وفعل به ما فعل في مألكٍ وملأكٍ المتقدمين. فوزن ملكٍ فعل، وملائكة فعائلة. وإن ما أحوجنا إلى هذا كله وجود هذه الهمزة في الجمع.
أل ل:
الإل: الحال الظاهرة من عهدٍ وحلفٍ وقرابةٍ. أل يئل أي لمع يلمع، والألة: الحرية اللامعة، وأل بها أي ضرب بها. وأل الفرس: أسرع. واصله أنه إذا عدا لمع بذنبه، واستعير لذلك. قال: [من الرجز].
٧١ - إن تقتلوا اليوم فما لي عله ... هذا سلاح كامل وإله
وذو عذارين سريع السله
فقوله:﴾ لا يرقبون في مؤمن إلًا ولا ذمًة ﴿[التوبة: ١٠] أي لا يرقبون عهدًا ولا
1 / 103