وقيل: كنَّى بهِ عن التَّشميرِ والاجتهادِ وإنْ لم يرجُ ذلك. وقولُه: [من البسيط]
٥٤ - قومٌ إذا حاربوا شَدُّوا مآزِرَهُم ... دونَ النساءِ ولو باتَتْ بأطهارِ
يريدُ الاعتزالَ عنهنَّ.
أز ز:
قال تعالى: ﴿تَؤُزُّهُم أزًّا﴾ [مريم: ٨٣] أي تُزعجهُم إزعاجًا شديدًا. والأزُّ والهزُّ أَخَوانِ، وقيلَ: الأزُّ أبلغُ منَ الهزِّ. والأزُّ مأخوذٌ من: أزَّتِ القدرُ تئزُّ أَزيزًا إذا سُمع غليانُها. وفي الحديثِ: «أنه ﵇ كان يُصلي ولجوفهِ أزيزٌ كأزيزِ المرجلِ». فالمعنَى تُزعجُهم إزعَاجَ القدرِ إذا أَزَّتْ واشتدَّ غليانُها. وفي حديث سَمُرةَ: «كَسَفتِ الشمسُ على عهدِ رسولِ الله ﷺ، فأتيتُ المسجدَ فإذا هوَ بأَزَزٍ» أي امتلاءٍ، وذلك شبيهٌ بما في المرجلِ. ومجلسٌ أزَزٌ: كثيرُ الزِّحامِ. وفي آخرَ: «فإذا المجلسُ يَتأزَّزُ» أي يموجُ.
أز ف:
قولُه تعالى: ﴿أزِفَتِ الآزفَةُ﴾ [النجم: ٥٧] أي قرُبت القيامةُ ودَنتْ. والآزفةُ عَلمٌ بالغلبةِ للقيامةِ. ولذلك اتَّحد الفعلُ والفاعلُ لفظًا، وإلا قيامُ القائِم عندَهُم ممتنعٌ لعدمِ الفائدة. قيل لها آزفةٌ باعتبارِ تحقُّقِ وقوعِها كقولهِ: ﴿أتى أمرُ اللهِ﴾ [النحل: ١] ﴿ونادى أصحابُ النارِ﴾ [الأعراف: ٥٠]. وقيل: لأنَّ ما مضى من الدنيا أضعافُ ما بقيَ، فلذلك سُميتْ بالآزِفةِ. وسميتْ بالساعةِ لشدَّة قُربِها، وكلُّ ما هو آتٍ قريبٌ وإن بعُدَ، فكيفَ بما قَرُبَ؟
وأزِفَ وأَفِدَ متقاربان إلا أنَّ أزفَ يعبَّر بهِ في ما ضاقَ وقتُه، ولذلك أتى به هنا. قولُه: ﴿وأنذِرْهُم يومَ الآزفَةِ﴾ [غافر: ١٨] أي خوّفْهم أهوالَه، فوصفَه لهم بما يُنبِّهُهم على الاستعدادِ لأنه كالحاضرِ.
1 / 88