«تَخَذْتَ» و﴿لتَّخذْتَ عليهِ أجرًا﴾ [الكهف: ٧٧] وقولُه: ﴿قد أَخَذْنا أَمْرَنَا﴾ [التوبة: ٥٠] أي: احتَطْنا لأنفُسِنا. وقولُه: ﴿إلا هُوَ آخذٌ بِناصِيَتِها﴾ [هود: ٥٦] أي هي في قبضتِهِ لا تَفوتُه فيُصيبها بما أرادَ. وقولُه: ﴿وهمَّنْ كلُّ أمةٍ برسولهِمْ ليأخُذُوهُ﴾ [غافر: ٥] أي ليوقِعوا به الفعلَ. ومثلُه: ﴿وكذلِكَ أَخْذُ ربِّك إذا أَخَذَ القُرى وهي ظالمةٌ إنَّ أَخْذَهُ أليمٌ شَديدٌ﴾ [هود: ١٠٢]. وقولُه: ﴿وخُذوهُم واحصُروهم﴾ [التوبة: ١٠٥] أي ائسروهم. وقولُه: ﴿مَعَاذَ اللهِ أنْ نأخُذَ إلا مَن وَجدْنا مَتاعَنا عِندَه﴾ [يوسف: ٧٩]، قيلَ: يأسِرُه، وقيلَ: يحبسُه.
ومنهُ التَّأخيذ وهو حبسُ السَّواحرِ أزواجَهنَّ عليهنَّ عن غيرِهنَّ من النساء. يقالُ: أخَّذتِ المرأةُ زوجَها تَأخيذًا: حَبستْه عن سائرِ النساءِ. وقالتِ امرأةٌ لعائشةَ ﵂: أَؤُأَخِّذَ جَملي؟ تريدُ هذا المعنى. وفي الحديثِ: «كنْ خيرَ آخذِ» أي آسرٍ. ومن ذلك: «الإخاذاتُ» وهو ما يأخرُ ماءَ المطرِ منَ الغُدرانِ فيحبسُه ويُمسِكُه، وهي المِسَاكاتُ أيضًا وآلاتُها، الواحدةُ إخاذةٌ ومِساكةٌ ونِهْيٌ ونَهْيٌ. وفي حديثِ مسروقٍ: «جالستُ أصحابَ رسولِ الله ﷺ فوجدتُهم كالإخاذِ»، قالَ أبو عبيدٍ: جمعُه أُخُذٌ وهو مُجتَمعُ الماءِ. وقالَ شَمِرٌ: إخاذٌ جمعُ إخاذةٍ، وأُخُذٌ جمعُ إخاذٍ. وقال أبو عبيدةَ: الإخاذةُ والإخاذُ -بالهاءِ وغيرِ الهاءِ- جمعُ الإخْذِ، وهو مَصنعٌ للماءِ يجتمعُ فيهِ، والأولُ أقْيَسُ.
أخ ر:
الآخِرُ بكسر الخاء: يقابلُ الأولَ. قال تعالى: ﴿هوَ الأوَّلُ والآخِرُ﴾ [الحديد: ٣]؛ فالأولُ هُنا معناهُ القَديمُ الذي كان قبلَ كلِّ شيءٍ، والآخِرُ الذي يبقَى بعدَ هلاكِ كلِّ شيءٍ، وتأنيثُهُ الآخرةُ مقابلة الأولى. والآخرة تَجري الجوامدُ في حَدْوِ مَوصوفها، كقوله:
1 / 72