231

Hafızların Temeli

عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ

Soruşturmacı

محمد باسل عيون السود

Yayıncı

دار الكتب العلمية

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م

والتل أيضًا: الصب. وفرقوا بين فعلهما فقالوا: تل يتل بالكسر: سقط. وتل يتل: صب، وفي الحديث: «بينا أن نائمٌ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فتلت في يدي». قال ابن الأعرابي: معناه صبت، قال ابن الأنباري: ألقيت. وعندي أن هذه كلها معانٍ متقاربة: السقوط والإلقاء والصب للقدر المشترك. قال الهروي: تأويل الحديث: ما فتحه الله لأمته بعد وفاته. وعندي أنه على غير ذلك، وهو سعة الدنيا، كما جاء مصرحًا بذلك في «الصحاح» وهو اللائق بصفة سيدنا رسول الله ﷺ. وإن كان ما قاله الهروي حسنًا فهذا أحسن.
ت ل و:
التلاوة: المتابعة. يقال: تلوت زيدًا أي تبعته. وغلب في العرف التلاوة على قراءة القرآن؛ فمنه قوله تعالى: ﴿يتلونه حق تلاوته﴾ [البقرة:١٢١] لأن القارئ يتبع كل كلمة أختها.
وقيل: ﴿فالتاليات ذكرًا﴾ [الصافات:٣] قيل: هم الملائكة؛ يتلون وحي الله على أنبيائه أو يتلون ذكر الله بتسبيحهم وتقديسهم، أو هم كل من تلا ذكر الله من ملكٍ وغيره. وقوله: ﴿تتلو كل نفسٍ ما أسلفت﴾ [يونس: ٣٠] أي تتبع عملها إن خيرًا فللجنة، وإن شرًا فللنار. وفي معناه: ﴿يوم تجد كل نفسٍ ما عملت من خير محضرًا وما عملت من سوء تود﴾ [آل عمران: ٣٠] الآية.
وقيل: تلاه: تبعه متابعةً ليس بينهما ما ليس منهما؛ فتارةً يكون بالجسم نحو: تلوت زيدًا، وتارةً بالاقتداء في الحكم ومصدره التُّلُو والتِّلْو، وتارةً بالقراءة وبفهم المعنى ومصدره التلاوة. فالتلاوة أخص من القراءة، وذلك أن التلاوة تختص باتباع كتبه المنزلة؛

1 / 267