81 ...
كما أسلم السلك في نظمه لآليء منحدرات صفر
السلك: الخيط، يعني انقطع السلك فانحذرت اللؤلؤ.
شبه دموعه بذلك في انقطاعها وانحدارها، فكأن المسلم هو المنقطع إلى الله تعالى المقبل إليه الذي أسلم نفسه له بالطاعة وانقطع بالعبودية الخالصة قال الله تعالى في إسلام إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه: (إذا قال له اسلم قال أسلمت لرب العالمين) أمره تعالى في حال كونه مؤمنا بإسلام إليه بإخلاصه العبودية له، وألا يدعى لنفسه ملكا على نفسه وعلى ما ملكت يده وأن ينقطع إليه من جميع خلقه، ولذلك وصى بها إسرائيل بنيه ألا يموتوا ألا وهم مسلمون قد أسلموا أنفسهم لله بالعبودية الخالصة والقيام بطاعته، فسمت مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمة.
والمواد بها أهلها، لأنهم انقادوا لله تعالى بالطاعة والاستسلام وبادروا إلى نصرة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام، وافتخروا بإيوائه وتنزيله على جميع الأتام وتلقوه بالإذعان والإستسلام.
المقدسة: وهي بمعنى اسمها المطيبةى والتقديس في اللغة: التنزيه، قال تعالى: (نسبح بحمدك ونقدس لك) قال الزجاج: أي نطهر أنفسنا لك.
ومن هذا: البيت المقدس كأنه البيت المطهر الذي يتطهر من الذنوب، وقيل المراد بالمقدسة: المباركة، وإليه ذهب ابن الأعرابي، ومنه قيل للراهب: مقدس، سميت المدينة النبوية مقدسة لطهارتها عن الخبائث وبعدها عن أقذار الأحاديث وآفات الحوادث، أو لأنها مباركة قد برك عليها الحبيب أضعاف أضعاف ما برك الخليل على مكة.
الموفية: من التوفية، ويجوز تخفيفها لأن التوفية والإيفاء بمعنى واحد، يقال: وفي فلان حقه يوافيه ووفاه حقه إيفاء ووفاء، إذا أعطاه وافيا كاملا تاما لم ينقص منه شيئا، قال تعالى: (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق) أي يكمل لهم جزاهم.
سميت المدينة موفية لأنها وفت حق الواردين والقاصدين، طعامها
...
Sayfa 81