169

Şiirin ve Adabının Güzellikleri Üzerine

العمدة في محاسن الشعر وآدابه

Soruşturmacı

محمد محيي الدين عبد الحميد

Yayıncı

دار الجيل

Baskı Numarası

الخامسة

Yayın Yılı

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

أبى لي أن أطيل المدح قصدي ... إلى المعنى وعلمي بالصواب
وإيجازي بمختصرٍ قصيرٍ ... حذفت به الطويل من الجواب
وقيل لابن الزبعري: إنك تقصر أشعارك، فقال: لأن القصار أولج في المسامع، وأجول في المحافل، وقال مرة أخرى: يكفيك من الشعر غرة لائحة، وسبة فاضحة..
وقيل للجماز: لم لا تطيل الشعر؟ فقال: لحذفي الفضول. وقال له بعض المحدثين وقد أنشده بيتين: ما تزيد على البيت والبيتين؟ فقال: أردت أن أنشدك مذارعة، وهو القائل:
أقول بيتًا واحدًا وأكتفي ... بذكره من دون أبيات
وقيل مثل ذلك لعقيل بن علفة، فقال: يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق.
وقال الجاحظ: قيل لأبي المهوس: لم لا تطيل الهجاء؟ فقال: لم أجد المثل السائر إلا بيتًا واحدًا.
وهجا محمد بن عبد الملك الزيات أحمد بن أبي دؤاد بتسعين بيتًا، فقال ابن أبي دؤاد يخاطبه:
أحسن من تسعين بيتًا سدىً ... جمعك معناهن في بيت
ما أحوج الملك إلى مطرة ... تغسل عنه وضر الزيت
غير أن المطيل من الشعراء أهيب في النفوس من الموجز وإن أجاد، على

1 / 187