136

Şiirin ve Adabının Güzellikleri Üzerine

العمدة في محاسن الشعر وآدابه

Araştırmacı

محمد محيي الدين عبد الحميد

Yayıncı

دار الجيل

Baskı Numarası

الخامسة

Yayın Yılı

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

ومنهم من جعل القافية في الجزء الآخر من البيت، وقال: لا يسمى بيتًا من الشعر ما دام قسيمًا أول. ومنهم من قال: البيت كله هو القافية؛ لأنك لا تبني بيتًا على أنه من الطويل، ثم تخرج منه إلى البسيط، ولا إلى غيره من الأوزان. ومنهم من جعل القافية القصيدة كلها؛ وذلك اتساع ومجاز. وسميت القافية قافية لأنها تقفو إثر كل بيت، وقال قوم: لأنها تقفو أخواتها، والأول عندي هو الوجه؛ لأنه لو صح معنى القول الأخير لم يجز أن يسمى آخر البيت الأول قافية؛ لأنه لم يقف شيئًا، وعلى أنه يقفو أثر البيت يصح جدًا، وقال أبو موسى الحامض: هي قافية بمعنى مقفوة، مثل ماء دافق بمعنى مدفوق، وعيشة راضية بمعنى مرضية، فكأن الشاعر يقفوها، أي يتبعها، وهذا قول سائغ متجه. وسأذكر مما يلزم القافية من الحروف والحركات ما لا غنى عن ذكره في هذا الموضع مجملًا مختصر البيان والإيضاح، إن شاء الله تعالى. فأقول: إن الشعر كله مطلق ومقيد؛ فالمقيد ما كان حرف الروي فيه ساكنًا، وحرف الروي الذي يقع عليه الإعراب، وتبنى عليه القصيدة، فيتكرر في كل بيت وإن لم يظهر فيه الإعراب لسكونه، وليس اختلاف إعرابه عيبًا كما هو في المطلق إقواء، وحركة ما قبل الروي المقيد خاصة دون المطلق على رأي الزجاج وأصحابه توجيه، وقال غيره: في المطلق والمقيد جميعًا يسمى التوجيه، ما لم يكن الشعر مردفًا، ويجوز في التوجيه التغيير؛ فيكون سنادًا عند بعض العلماء، وكان الخليل يجيزه على كره من جهة الفتحة، فأما الضمة والكسرة فهما عنده متعاقبتان كالواو والياء في الردف، والفتحة كالألف، وأنشدوا: أحار بن عمرو كأني خمر.

1 / 154