============================================================
إلى أن اشتكت قدماه الضر أي : تصورتا بصورة الشاكي لما نزل بهما من الضرر(1).
(1) واشتكاء القدم كناية عن شدة الألم من المجاهدة في طول القيام في الصلاة، وهو وإن كان صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يزيد بالليل على اثنتي عشر ركعة، لكن كان يطيل القيام فيها، ويطيل الركوع والسجود. وجاء في الحديث: " أنه قال له جبريل عليه السلام: أابق على نفسك، فإن لها عليك حقا. فأنزل الله سبحانه وتعالى: { طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى فأين أنا وأنت يا أخي مما كان صلى الله عليه وآله وسلم يفعله في ليله ونهاره من الطاعات، ولزوم المجاهدات، والاستغراق في عبادة الله سبحانه وتعالى؟!!، ثم بعد هذا وذاك ندعي أننا على قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونحبه، ونتبعه، ونعمل بسنته، والله ما هكذا كان عليه الصيحابة، ولا التابعون ولا سلفنا الصالح من هذه الأمة الذين أفنوا أعمارهم في عمارة الليل بأنوار العبادات من صلاة وقراءة قرآن وأذكار، فكانوا بحق رهبانا بالليل فرسانا في النهار. روي أن سيدنا بلال الحبشي رضي الله عنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة وهو في قيامه يبكي بكاء شديدا قائما ليله، صائما يومه، فقال: يا رسول الله أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال النيي صلى الله عليه وآله وسلم: أفلا أكون عبدا شكورا. فيجب علينا يأخي المحب وعلى كل من اذعى محبة هذا النبي العظيم أن يبادر بالتوبة، ويقف في ليله بياب سيده، وأن يتوسل بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، ويرسل دمعه على خديه لعل هذا الدمع يشفع فيه عند ربه. كان أحد العارفين بالله تعالى إذا كان يوم عيد غدا للمصلى فإذا انصرف منه جمع أهله وولده وجعل التراب على رأسه ولحيته، وأخذ في البكاء . فقال له بعض أصحابه: أتبكي واليوم يوم عيد وسرور؟ . فقال: صدقتم، ولكني عبد أمرني مولاي أن أعمل عملا فعملته، فما أدري أيقبل مني أم لا؟ . فكيف ألام لطول البكاء؟ . رضي الله عنهم، علموا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا . فعملوا بما علموا 202
Sayfa 89