============================================================
مدحا منصوب إما على الحال، أو على التمييز، أو بنزع الخافض.
اي: في نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم -.
واحتكم أي: احكم في مدحه - صلى الله عليه وآله وسلم -، فلا تنسب إليه ماتقدم عن النصارى، ولا تقل إنه مرسل إلى العرب خاصة كما تدعيه العيسوية من اليهود، بل اسلك في مديحك المذهب الأسلم، والطريق الأقوم، من أنه: عبد الله ورسوله، ل وصفيه، وخليله، وحبيبه الأعظم، ونبيه الأكرم، الذي فضله الله على سائر الخلق، وأعطاه من الكمالات الظاهرة والباطنة، مالم يعط أحدا من خلقه، وغير ذلك مما يضيق عنه نطاق البيان، ويكل دون إحصائه القلم واللسان (1). ثم فصل ما أجمله بعض التفصيل فقال:- (1) فما أبلغ هذه الأبيات من هذا المحب في حبيب الله سيد الخلق صلى الله عليه وآله ال وسلم، لأنه ذكر كلاما جامعا في نعته، مانعا في وصفه، أي: اترك ما ضلت به النصارى في عيسى عليه السلام، لأنهم أفرطوا في مدحه والثناء عليه حتى اعتقدوا فيه الألوهية، وألحقوه بمقام الربوبية، وهل هذا إلا غباوة وضلالة منهم وجهالة، بل يجب علينا أن نعتقد كل كمال في نبينا صلى الله عليه وآله وسلم، وكل صفة سنية ننسبها لرسولنا صلى الله عليه وآله وسلم، إلا صفات مولانا وخالقنا الذي خلقه وصوره ومن عليه بصفات الكمال وقدره.
فمعنى آن عيى كلمة الله وروحه: أن الله سبحانه خلق عيسى من آم بلا أب بقدرته الباهرة، وارادته القاهرة، فلما أن أراد سبحانه حملها بغير زوج ، كون الحمل في 252
Sayfa 153