============================================================
والثاني: بالقاف معناه: القطع مع إبانة. والأول أولى، وحذف الناظم مقابل قوله: فالمستمسكون... إلى آخره للعلم به والتقدير: وغير المستمسكين به واقعون في مهاول التلف ومزالف الردى، لا يستمسكون بحجة، ولا يسلكون محجة(1).
(1) فيا أيها الأحباب المستمسكون بهذه العروة الوثقى الطالبون من مولانا سبحانه وتعالى نعيمه الذي يبقى، لوذوا بجناب الله سبحانه، الذي كرمه بقوله : {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، وبشرى لمن اعتمد على الله وتمسك بحبل رسول الله المتين، وبالغ في التعلق بسنة هذا النبي القوي الأمين صلى الله عليه وآله وسلم ، ومات على ذلك متوسلا إلى مولاه به، معرضا عما يفنى، طالبا لما يدوم ويبقى. فإن نزل بك هم أو غم أو كرب أو ظلم، أو مرض أو علة، أو فاقة أو شدة، أو غفلة عن مولاك، أو معصية أو بعذ من الطاعات، أو اتباع للمخالفات، أو ارتكاب للشهوات، أو انهماك في المحرمات، أو ما لا طاقة لك به من المكروهات؛ فبادر إن كنت محبا لسيد الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام، ولذ بجنابه الشريف، لعل المولى جل جلاله يحفظك من جميع المكاره والآثام، وتوسل إلى الله تعالى به، وتضرع إليه سبحانه، وتشفع إليه بسيد الوجود نبيه وخاصته، فإنك إذا أخلصت في توسلك ترى العجب العجاب، ويهون عليك من الأمور أصعب الصعاب، ولعن الله من كذب عليك.
وكيف لا ينصر من لاذ بجناب سيد الأحباب عليه أفضل الصلاة والسلام، أم كيف يضام من تمسك بأساس أهل الوفا، السيد المصطفى، أم كيف يبعد عن رحمة الله من امتلأ قلبه بحبة حبيبه إمام أهل الود والصفا؟ وشأن الأولياء والعارفين والمحبين أن يتوسلوا في جميع حالاتهم وملازمتهم في جميع أعمالهم باتباعهم لسيد المرسلين، ويتشفعوا به إلى رب العالمين. وهل شاهدت صادقا في محبته، مكثرا من الصلاة عليه، لهجا بذكره في شدته قد ناداه من قلبه وما آجاب؟.
فاللهم لا تحرمنا مدد حبيبك وشفاعته في الدنيا والآخرة، ومن قال من قلبه مخلصا: آمين، لا أرضى بواحدة حتى أضيف إليها ألف آمينا.
242
Sayfa 129