Sabırlıların Azığı ve Şükredenlerin Hazinesi

Ibn Qayyim al-Jawziyya d. 751 AH
108

Sabırlıların Azığı ve Şükredenlerin Hazinesi

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

Araştırmacı

إسماعيل بن غازي مرحبا

Yayıncı

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

Baskı Numarası

الرابعة

Yayın Yılı

1440 AH

Yayın Yeri

الرياض وبيروت

Türler

Tasavvuf
فلا يمكن أن يُنهى عن التشبه به في هذه الدعوة، وهي النداء الذي نادى به ربه، وإنما نهي عن التشبه به في السبب الذي أفضى به إلى هذه المناداة، وهو مغاضبته التي أفضت به إلى حبسه في بطن الحوت وشدة ذلك عليه حتى نادى ربه وهو مكظوم. والمكظوم والكظيم والكاظم: الذي قد امتلأ غَيْظًا أو غَضَبًا أو هَمًّا وحزَنًا، وكظم عليه فلم يُخرجه. فإن قيل: وعلى ذلك، فما العامل في الظرف؟ قيل: ما في صاحب الحوت من معنى الفعل. فإن قيل: فالسؤال بعد قائم، فإنه إذا قيّدَ المنهي عنه بقيد أو زمن كان داخلًا في حيّز النهي، فإذا كان المعنى: لا تكن مثل مَنْ صحب الحوت في هذه الحال وهذا الوقت كان نهيًا عن تلك الحالة. قيل: لما كان نداؤه مُسَبّبًا (^١) عن كونه صاحب الحوت، فنهي أن يتشبّه به في الحال التي أفضت به إلى صُحْبَة الحوت والنداء، وهي ضعف العزيمة والصبر لحكمه تعالى. ولم يقل تعالى: ولا تكن كصاحب الحوت إذ ذهب مغاضبًا فالتقمه الحوت فنادى، بل طوى القصة واختصرها، وأحال بها على ذكرها في الموضع الآخر، واكتفى بغايتها وما انتهت إليه. فإن قيل: فما منعك من تعليق (^٢) الظرف بنفس الفعل المنهي عنه

= ﵁. وصححه الحاكم في المستدرك (١/ ٥٠٥) ووافقه الذهبي. (^١) في (ن): "سببًا" وهو تحريف. (^٢) في (م) و(ن): "من تعويض". وفي (ب): "بتعويض".

1 / 61