Criticism of Companions and Followers in Tafsir
نقد الصحابة والتابعين للتفسير
Türler
وفي رواية عنه: «من تكلم في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار» (١).
٣ - ونهى أبو قلابة (٢) أيوب السختياني أن يقول في القرآن برأيه، وقال له: «احفظ عني أربعًا: لا تقل في القرآن برأيك، وإياك والقدر، وإذا ذكر أصحاب محمد ﷺ فأمسك، ولا تمكن أصحاب الأهواء من سمعك، فينفذوا فيه ما شاءوا» (٣).
الثانية: الإمساك عن تفسير القرآن بالرأي، فقد سأل رجل سعيد بن جبير عن آية من كتاب الله، فقال سعيد: «الله أعلم، فقال له الرجل: قل فيها أصلحك الله برأيك، فقال: أقول فيها برأيي؟ ! فردد ذلك مرتين، أو ثلاثًا ولم يجبه بشيء» (٤).
وكان إحجام الصحابة والتابعين ﵃ عن التفسير وورعهم في ذلك أشد من ورعهم وإحجامهم عن الكلام في الأمور الشرعية الأخرى، وقد تقدم ذكر الآثار عنهم في ذلك، وكيف كان سعيد بن المسيب يسأل عن الحلال والحرام فيجيب،
(١) رواه موقوفًا على ابن عباس ابن أبي شيبة في المصنف (١٠/ ٥١٢)، والطبري في جامع البيان (١/ ٧٢)، وجاء مرفوعًا إلى النبي ﷺ، انظر ما تقدم في التمهيد (ص ٤٧)
(٢) هو عبد الله بن زيد الجرمي الأزدي البصري الفقيه، سمع أنسًا ومالك بن الحويرث، وروى عنه أيوب وحميد الطويل، طُلب للقضاء فتغيب عن بلده حتى قدم الشام، وتوفي بها عام (١٠٤ أو ١٠٥).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/ ١/١٣٣)، والتاريخ الكبير (٣/ ١/٩٢)، وتذكرة الحفاظ (١/ ٩٤).
(٣) الإبانة لابن بطة " الإيمان " (٢/ ٤٤٥)، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (١/ ١٣٤).
(٤) سنن سعيد بن منصور (١/ ١٧٤)، والجامع لشعب الإيمان للبيهقي (٥/ ٢٣١).
1 / 252