Contemporary Arabic Literature in Egypt
الأدب العربي المعاصر في مصر
Yayıncı
دار المعارف
Baskı Numarası
الثالثة عشرة
Türler
إني امرؤ عشت زما ... ني حائرًا معذَّبا
فراشة حائمة ... على الجمال والصبا
تعرَّضت فاحترقت ... أغنية على الرُّبَى
تناثرت وبعثرت ... رمادها ريح الصبا
وتلك صورة ناجي وحبه في دواوينه جميعًا، فهو فراشة تحوم دائمًا على مصباح الهوى، ولا تلبث أن تتلظى بنيرانه، وتحيل ألمها بهذا اللظى؛ بل احتراقها فيه، شعرًا يأخذ بمجامع القلوب؛ لصدقه وحرارته وقوة تأثيره.
وواضح من أكثر ما أنشدناه من أشعاره أنه كان يُعْنَى في شعره بالتجديد في عروضه، فأكثر من الرباعيات على طريقة عمر الخيام؛ ولكن هذا التجديد ليس شيئًا بالقياس إلى تجديده في مضمونه وما أذاع فيه من مشاعره وأحاسيسه إزاء حبه التعس المحروم.
١٠- علي محمود طه ١٩٠٢-١٩٤٩م:
أ- حياته:
في بلدة المنصورة المطلة على فرع دمياط بشمال الدلتا وُلد علي محمود طه سنة ١٩٠٢ لأسرة متوسطة على حظ من الثقافة. وأرسله أبوه إلى "الكُتَّاب" فالمدرسة الابتدائية. وهنا نراه يحاول اختصار الطريق فلا يدخل التعليم الثانوي؛ بل يلتحق بمدرسة الفنون التطبيقية ويتخرج فيها سنة ١٩٢٤، ويعين بهندسة المباني في بلدته.
وربما كانت النزعة الفنية هي التي جعلته يختصر طريق تعليمه، فعاش من أول الأمر لشعره الذي كان ينظمه في أثناء تعلمه، واختار لنفسه حياة
1 / 161