غزوة فتح مكة في ضوء السنة المطهرة

Abd al-Rahman ibn Wahf al-Qahtani d. 1422 AH
85

غزوة فتح مكة في ضوء السنة المطهرة

غزوة فتح مكة في ضوء السنة المطهرة

Araştırmacı

د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني

Yayıncı

مطبعة سفير

Yayın Yeri

الرياض

Türler

عددًا كبيرًا، وقريش تمدهم بالسلاح وتعينهم على البغي في الحرم سرًا. وعلى الرغم من أن العقلاء من بني بكر حذّروا زعيمهم من القتال في الحرم، وقالوا: إلهك، إلهك، إلا أنه تمادى، وقال: لا إله لي اليوم، يا بني بكر أصيبوا ثأركم، فَلَعَمْري إنكم لتسرقون فيه، أفلا تُصيبون ثأركم فيه (١)؟ واستمرت المقاتلة في الحرم باشتراك رجال من قريش، وفزعت خزاعة مما حلّ بها، وبعثت وفدًا إلى رسول الله ﷺ، وأنشد عمرو بن سالم قصيدة أمام الرسول ﷺ، [فَذُكِرَ عنه أنه ﷺ] قال: «نُصرتَ يا عمرَو بنَ سالمٍ» (٢).

(١) انظر: السيرة النبوية لابن هشام، ٤/ ٤٦ - ٤٧، ط مكتبة المنار، والفصول في سيرة الرسول ﷺ، لابن كثير، ص١٧٣، ط مكتبة المعارف، وط دار الصفا، ص١٢٢، وفتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر، ٧/ ٥١٩ - ٥٢٠، ط مكتبة المعارف، دار الفيحاء، وزاد المعاد لابن قيم الجوزية، ٣/ ٣٩٥، ط مؤسسة الرسالة. (٢) ذكر ابن هشام في السيرة، ٤/ ١٠ - ١١ الأبيات التي قالها عمرو بن سالم الخزاعي أمام رسول ﷺ حيث قال: ... يا ربّ إني ناشد محمّدًا ... حلفَ أبيه وأبينا الأتلدا قد كنتم وُلدًا وكنا والِدا ... ثَمَّت أسلمنا فلم ننزع يدا فانصر هداك الله نصر ًا أعتدا ... وادع عباد الله يأتوا مددا فيهم رسول الله قد تجرّدا ... إن سِيم خسفًا وجهه تربَّدا في فيلق كالبحر يجري مُزبدًا ... إن قريشًا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكَّدا ... وجعلوا لي في كَدَاءٍ رُصَّدا وزعموا أن لست أدعو أحدًا ... وهم أذلّ وأقلّ عددا هم بيَّتونا بالوتير هُجَّدا ... وقتَّلونا ركَّعًا وسُجَّدا وذكر هذه الأبيات أيضًا ابن القيم في الزاد، ٣/ ٣٩٦، وأضاف للبيت الرابع: أبيض مثل البدر يسموا صُعُدا، وجعل عجز البيت الرابع صدر البيت الخامس، وهكذا حتى نهاية الأبيات، فجاء عجز البيت الأخير في سطر مستقل، كما ذكر أن صدر البيت الأول: فانصر هداك الله نصرًا أبدًا. قال الأرنؤوط في تحقيقه لزاد المعاد لابن القيم، ٣/ ٣٩٦: في قصة عمرو بن سالم وقول النبي ﷺ: «نصرت يا عمرو بن سالم» أخرجه ابن هشام عن ابن إسحاق بلا سند، ووصله الطبراني في الصغير، ص ٢٢٢ من حديث ميمونة بنت الحارث ﵂ بإسناد ضعيف». كما أن الحافظ ابن حجر ذكر الأبيات مختصرة، وفيها تقديم وتأخير، انظر: الفتح، ٧/ ٥١٩ - ٥٢٠، وانظر أيضًا: عمر بن عبد العزيز العبيدي، من معارك المسلمين في رمضان، ص٢٧، ٢٨. شرح الكلمات الغريبة: * ومعنى ناشد: طالب، ومذكّر. * والأتلد: القديم. * ونصرًا أعتدًا: أي حاضرًا. * والمدد: العون. * وتجرّدا: شمّر، وتهيّأ لحربهم. * وسيم خسفًا، معناه: طلب منه، وكلفه. * وتربدا: تغيرا [حاشية سيرة ابن هشام، ٤/ ١١].

1 / 97