Concise Comments on the Text of Al-Aqidah Al-Tahawiyyah

Salih Fawzan d. 1450 AH
46

Concise Comments on the Text of Al-Aqidah Al-Tahawiyyah

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

Yayıncı

دار العاصمة للنشر والتوزيع

Türler

وصدّقه المؤمنون على ذلك حقًا: وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة: ــ والقرآن بلغة العرب، وبالحروف التي يتكلمون بها، وهم يحرصون على معاندة الرسول ﷺ، ولو كان باستطاعتهم أن يعارضوا هذا القرآن، لما ادخروا وسعًا في ذلك، فلما عجزوا عن ذلك دل على أنه كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فالمؤمنون بالله ورسوله يصدقون بأن القرآن كلام الله ﷿، وأن محمدًا ﷺ إنما هو مبلغ عن الله. وأما قول الله ﷿: (إنه لقول رسول كريم*ذي قوةٍ عند ذي العرش مكين) [التكوير: ١٩، ٢٠] فالمراد بإسناده إلى جبريل هو من باب التبليغ؛ لأنه لا يمكن أن يكون القرآن من كلام الله ومن كلام جبريل، الكلام لا يكون إلا من واحد، فلا يمكن وصفه بأنه كلام أكثر من واحد، ونسبته إلى الله حقيقية، وأما نسبته لجبريل فمن باب التبليغ. وفي الآية الأخرى: (إنه لقول رسول كريم*وما هو بقول شاعر قليلًا ما تؤمنون) [الحاقة: ٤٠، ٤١] يعني: محمدًا ﷺ، فالإضافة إليه إضافة تبليغ. وقد أضافة سبحانه تارة إلى نفسه وتارة إلى جبريل وتارة إلى محمدًا، والكلام الواحد لا يمكن أن يتكلم به أكثر من واحد. فتكون إضافة إلى الله إضافة ابتداء وهو كلامه وإضافته إلى جبريل ومحمد إضافة تبليغ. ليس بالمجاز كما يقوله الجهمية والمعتزلة، هم يقولون:

1 / 68