شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

Muhammad ibn al-Uthaymeen d. 1421 AH
64

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

Yayıncı

دار المحدث للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢٤ هـ

Yayın Yeri

الرياض

Türler

وهنا قاعدة مهمة مفيدة وهي أنه إذا عبر عن العبادة ببعضها كان ذلك دليلا على أن هذا البعض واجب فيها إذًا لم يسبح أي: لم يتنفل بينهما بشيء. وقوله: «ثم اضطجع حتى طلع الفجر وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة» قوله: «ثم اضطجع» أي نام ﵊ حتى طلع الفجر وهذا من حسن رعايته لنفسه تحقيقا لقوله ﷺ: «إن لنفسك عليك حقا» (١) ومعلوم أن من عمل كعمل الرسول ﷺ فلا بد أن يتعب ويحتاج إلى الراحة وإلى النوم. والنوم إذا كان لرعاية النفس كان الإنسان مأجورًا عليه. فالرسول ﷺ أقام بنمرة ودفع منها حين زالت الشمس وخطب الناس وصلى وذهب إلى الموقف ووقف ولم ينم ﷺ ثم مشى من عرفة إلى مزدلفة كل هذا يحتاج إلى طاقة وراحة فاضطجع ﷺ ولم يتهجد تلك الليلة. وقوله: «ثم اضطجع حتى طلع الفجر» لم يذكر جابر ﵁ الوتر فهل النبي ﷺ لم يوتر؟ قد يقول قائل: إنه لم يوتر لأن جابرًا كان متتبعًا لأفعال النبي ﷺ وقد يقال: إن

(١) أخرجه البخاري في كتاب الأدب / باب صنع الطعام، والتكلف للضيف (٦١٣٩)، والترمذي في كتاب الزهد / باب حدثنا محمد بن بشار (٢٥٢٦) .

1 / 68