Collection of Arafat Sermons by Abdul Aziz Al-Sheikh
جامع خطب عرفة لعبد العزيز آل الشيخ
Türler
فكونوا علماء حق ودعاة خير وهدى.
دعاة الإسلام، دعاة الإصلاح، إن كل داع إلى الله لا بد أن يسير في دعوته على الطريق الذي سار عليه النبي ﷺ وأصحابه ﵁، ومن سلك طريقهم واتبع أثرهم، فهو الطريق الصحيح والمنهج القويم الذي يحقق للداعي إلى الله قبولا وثباتا بتوفيق الله ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ (١)، هكذا يكون الداعي المخلص، هكذا يكون الداعي الصادق، وكم من دعوات تدعو إلى الإسلام وينادي أهلها بأنهم دعاة الإسلام وهم بعيدون عن منهج محمد ﷺ، لا يهتمون بشأن التوحيد ولا يهتمون بالعقيدة، بل لهم نظم وأمور أخرى الله أعلم بحالها، تسموا بالإسلام وتستروا به، والله يعلم ما وراء ذلك، إن هم إلا كما قال الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ﴾ (٢)، فالداعي المخلص هو الذي دعا إلى التوحيد الذي دعا إليه محمد ﷺ، تلكم هي الدعوة الباقية والدعوة الصالحة المعتمدة على المنهج السليم.
[خيرية هذه الأمة، وإنها لا تجتمع على خطأ]
أمة الإسلام، أمة القرآن، أمة محمد ﷺ، أنتم الأمة المرحومة، أنتم الأمة المعصومة، أنتم خير الأمم وأحبها إلى الله، أنتم خير أمة أخرجت للناس ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ (٣)، جمع الله لكم الخير من أطرافه، فبعث الله فيكم سيد ولد آدم، أفضل أنبيائه وأشرفهم على الإطلاق، وأنزل عليه خير كتبه مهيمنا على ما سبق، واختار الله لكم أكمل الدين وأتمه
(١) سورة يوسف الآية ١٠٨ (٢) سورة الأنعام الآية ١٥٩ (٣) سورة آل عمران الآية ١١٠
1 / 89