94

Değerli Akid

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

Araştırmacı

محمد بن عبد الله الهبدان

Yayıncı

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Baskı Numarası

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

Yayın Yeri

الرياض

وتهديده، ووعده بارتكاب السنن ووعيده، مع القرب عهد السائلين بالأصنام، وحدوث الدخول في الإسلام، وجهل من سأل بما سأل، وكونه للمعنى المقصود ما عقل، ولم يقترن ما طلبوه بالعمل، إذ لو عملوا بما طلبوه، وفعلوا المحظور وارتكبوه، لخرجوا والله من الدين، وحكم عليهم بحكم المرتدين، بإجماع أئمة المسلمين، فما بالك بمن يعتقد هذا الشرك دينا، ويتقرب به إلى الله يقينا؟ ﴿قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (يونس: من الآية ١٨) لقد ضل في مفازة الهلاك وقفره، وفي غي الجحيم وقعره، لوقوعه في إبلاسه وكفره، ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا لهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ﴾ (يونس: من الآية ٤) . ومن تدبر ما حصلناه، وتأمل مكنون ما فصلناه، ووعى الأصل الذي أصلناه، وهو أن الألوهية صفة تدور مع العبادة، تبين له أن أكثر الناس في وادي الشرك يهيمون، ﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ﴾ (الأنعام:١١٦)، وتحقق ان جميع أنواع العبادة محض حق لله وحده، فمن صرف لملك أو رسول أو صالح أو جنى أو حجر أو شجر، شيئا منها فقد أشرك بربه وكفر ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلقُونَ﴾ (الأعراف:١٩١) . وقد ذكر الله تعالى أنواع العبادة مفصلة ومجملة في كتابه، وأفصح بأن جميعها حق له كما صرح بذلك على خطابه، ومن طبع على قلبه فلا يزال في ارتيابه، ﴿وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ﴾ (يونس: من الآية ١٠١) . قال الله ﷻ: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي

1 / 112