184

Değerli Akid

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

Araştırmacı

محمد بن عبد الله الهبدان

Yayıncı

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Baskı Numarası

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

Yayın Yeri

الرياض

والرجوع إلى التوحيد، ﴿وَاتَّقُوهُ﴾ واحذروه كما قال: ﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ﴾ فالتقوى أفضل لباس العبيد. ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ أداؤها في جميع أوقاتها بإخلاصها له كما شرعت. قوله: ﴿وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ نهي من الله تعالى لرسوله وأمته أجمعين أن يتبعوا سنن المشركين، الذين آثروا الهوى، فآل بهم إلى الافتراق في الدين. ﴿من الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ﴾ أي: الإسلام الذي هو دين واحد. ﴿وَكَانُوا شِيَعًا﴾ كل شيعة اختارت لها إماما قائدا، فتابعته على تأييد دينها الفاسد، وسيوردهم يوم القيامة شر الموارد، ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ﴾ (هود:٩٨) . ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ (الروم: من الآية ٣٢) كل أهل دين بما عندهم راضون مسرورون، ظنا منهم انهم إلى الحق مهتدون ﴿وَسَيَعْلمُ الَّذِينَ ظَلمُوا أَيَّ مُنْقَلبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ (الشعراء: من الآية ٢٢٧) . قوله ﷾: ﴿شَرَعَ لكُمْ مِنَ الدِّينِ﴾ أي: بين لكم الدين وهو الإسلام، واختاره لكم دينا وأكرمكم به، وهذا غاية الإكرام. ﴿مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا﴾ يعني: الذي أمر رسوله نوحا أن يستقيم عليه، وأن يدعو الناس إليه. ﴿وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِليْكَ﴾ لتدعو إليه كافة العباد، وتجاهد من أبى عنه من أهل الشرك والإلحاد. ﴿وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى﴾ أي: أمرناهم به، وهؤلاء هم أرباب الشرائع، وهم ألو العزم من الرسل. ﴿أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ﴾ أي: التوحيد بأن لا يشرك في عبادته سواه.

1 / 206