ومن قصيدة الحكيم عبد المنعم (^١) في ذلك قوله:
في مَشرِقِ المَجدِ نَجمُ الدينِ مَطلَعُه … وَكُلُّ أَبنائِهِ شُهُبٌ فَلا أَفَلُوا
جاءوا لِيَعقوبَ (^٢) وَالأَسباطِ، إِذ وَرَدوا … عَلى العَزيزِ مِن أَرضِ الشامِ وَاشتَمَلوا
لَكِنَّ يوسُفَ هَذا جاءَ إِخوَتُهُ … وَلَم يَكُن بَينَهُم نَزغٌ وَلا زَلَلُ
وَمُلِّكوا مُلْكَ مِصْرٍ في شَماخَتِهِ … وَمِثلُهَا لِرِجالٍ مِثلُهُم نُزُلُ
ومنها أن نور الدين ﵀ خرج في هذه السنة إلى داريا (^٣)، فأعاد عمارة جامعها، ومشهد أبي سليمان الداراني (^٤)، وشتي بدمشق.
قال في المرآة (^٥): وفي هذه السنة أمر نور الدين بعمارة جامع داريا القائم الآن، وكان قديما عند قبة أبي سليمان الداراني، فأحرقه الإفرنج لما نزلوا على داريا في أيام مجير الدين أبق (^٦)، فعمر نور الدين -في هذه السنة- هذا الجامع الذي في وسط القرية.
ذكر الأمور المزعجة
منها الزلزلة الكبرى:
قال ابن الأثير (^٧): وفي ثاني عشر شوال من هذه السنة كانت زلزلة عظيمة لم ير الناس مثلها، عمت أكثر البلاد من الشام، ومصر، والجزيرة، والموصل، والعراق،
_________
(^١) الحكيم عبد المنعم: هو عمر بن عبد الله الجلياني الغساني الأندلسي أبو الفضل "حكيم الزمان" من أهل جليانة وهي حصن من أعمال وادي آش بالأندلس، انتقل إلى دمشق وأقام فيها أيام صلاح الدين، فأكرمه وأجلَّه، فكتب فيه أشعارا كثيرة، توفي سنة ٦٠٢ هـ / ١٢٠٥ م. انظر: المقري: نفح الطيب، ج ٢، ص ٦٣٥ - ٦٣٧، تحقيق إحسان عباس، بيروت ١٩٦٨؛ ابن شاكر الكتبي: فوات الوفيات، ج ٢، ص ٣٥ - ٣٧؛ معجم البلدان، ج ٢، ص ١٠٩.
(^٢) "كيعقوب" في الروضتين، ج ١ ق ٢، ص ٤٦٧.
(^٣) داريا: قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة. وعن الجامع ومشهد أبي سليمان الداراني. انظر نفس المادة. معجم البلدان، ج ٢، ص ٥٣٦.
(^٤) أبو سليمان الداراني هو عبد الرحمن بن أحمد الداراني الصوفي المشهور، المتوفى سنة ٢٣٥ هـ /٨٤٩ م. انظر: معجم البلدان، ج ٢، ص ٥٣٦.
(^٥) انظر: مرآة الزمان، ج ٨، ص ١٧٥.
(^٦) هو: مجير الدين أبق بن جمال الدين محمد بن تاج الملوك بوري بن ظهير الدين طغتكين، وهو سادس وآخر من حكم دمشق من بني بوري، توفي سنة ٥٦٤ هـ/١١٦٩ م. انظر: معجم الأنساب، ج ٢، ص ٣٤٠؛ وفيات الأعيان، ج ٥، ص ١٨٨ - ١٨٩.
(^٧) انظر قول ابن الأثير في الباهر، ص ١٤٥ حيث ينقل العينى عنه بتصرف؛ وانظر أيضًا: سنا البرق الشامي، ص ٩١؛ المرآة، ج ٨، ص ١٧٤ - ١٧٥؛ زبدة الحلب، ج ٢، ص ٣٣٠.
1 / 41