البدر في أوصاف أهل العصر" وهو مختصر لعقد الجمان، "مختصر المختصر"، وهو "مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر"، "التاريخ الكبير على السنين" في عشرين مجلد اختصره في ثلاثة مجلدات، وكتاب "التاريخ الصغير" في ثلاثة مجلدات، و"سيرة مغلطاي" (^١).
العيني وعلماء عصره:
شهد القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي نهضة فكرية وثقافية في مصر والشام، ساعد على قيامها ما وفرته دولة المماليك من بعض الجوانب في مجال الحرية الفكرية، والإمكانات الاقتصادية، إلى جانب هجرة كثير من علماء العصر إلى مصر أمام الزحف المغولي، فتجمعت في البلاد كوكبة من العلماء أثروا الحياة العلمية والثقافية، وتركوا لنا ثروة علمية في شتى فنون المعرفة الإنسانية، وكان من قمم هذا العصر وشوامخه بدر الدين العيني المتوفي سنة ٨٥٥ هـ / ١٤٥١ م، وابن حجر العسقلاني المتوفى سنة ٨٥٢ هـ / ١٤٤٨ م، والمقريزي المتوفي سنة ٨٤٥ هـ / ١٤٤١ م، وناصر الدين بن البارزي وغيرهم.
وكان كل واحد من هؤلاء العلماء يعرف قدر الآخر ويكن له غير قليل من الاحترام، إلا أن الاختلاف في وجهات النظر وارد عند كل منهم سواء أكان من الناحية المذهبية أو العلمية أو السياسية، مما جعل حدة المنافسة بينهم شديدة، فالعيني كان حنفيًا، وابن حجر العسقلاني كان شافعيًا، وكان الاختلاف المذهبي بينهما سببا لقيام مناقشات فقهية، تحولت في النهاية إلى شبه صراع مذهبي، تبين عندما عزل العيني عن القضاء، فقام ابن حجر بقطع الخطبة عن مسجد القاضي بدر الدين حسن بن سويد، بحجة أن المذهب الشافعي لا يجيز تعدد خطبة الجمعة في المصر الواحد (^٢).
كما اشتدت المنافسة أيضًا بين العيني والمقريزي؛ إذ كان كل منهما يمثل قمة علمية شامخة في شتى مجالات الحياة، فعلى الصعيد العلمي حاول كل منهما أن
_________
(^١) لمزيد من التفاصيل عن مؤلفات العيني. انظر: الضوء اللامع، ج ١٠، ص ١٣٣ - ١٣٥.
(^٢) السخاوي: التبر المسبوك، ص ٩ - ١٠.
1 / 26