استدعاني الكابيتان إلى خيمته، وقال: عليك أن تعلمني بما تسمعه من أحاديث بين الشوام والمصريين. ماذا يقولون؟
قلت: لا شيء ذو أهمية. يحكون نوادر شهر رمضان وأخبار المعارك.
ذكرت له تعليق الجندي الفرنسي عن تختين بونابرته وإسلامه؛ فقطب حاجبيه. أضفت: يقول الجنود أيضا عن علماء الفرنساوية إنهم حمير والبغال هم أنصاف العلماء. قال: لا شأن لك بالجنرال أو الفرنساوية. أريد منك المصريين والشوام.
الخميس 7 مارس
تمت الاستعدادات للهجوم على المدينة. وبعد أن رفضت الحامية التسليم واحتجزت الرسول، بدأ الهجوم الساعة الثانية بعد الظهر. وأحدث رجال الخنادق ثغرة في سور المدينة، وبعد ساعات سقطت المدينة، واستسلمت حاميتها لكن الجنود أعملوا السيف في حوالي 2000 منهم.
راح الفرنساوية يقتلون كالمجانين طوال المساء والليل كله دون تفرقة بين المسلمين والمسيحيين، والرجال والنساء. وبقيت في المعسكر خوفا من أن يتعرض لي أحد منهم. وفي آخر الليل أيقظني صوت الصباغ يناديني. خرجت إليه، فقال إنه لا يستطيع النوم بعد كل ما شاهده في البلدة، وإن الفرنساوية تحولوا إلى وحوش يطعنون الشيوخ والفتيات، ويهتكون أعراض البنات وهن لا يزلن في أحضان أمهاتهن. وإن صرخات الاسترحام تضاعف هياجهم.
الجمعة 8 مارس
اليوم عيد الفطر، واجتمع المسلمون لصلاة العيد في العراء. أتساءل عما إذا كان يقدر لي أن أرى بولين مرة أخرى؟
عدت بعد الصلاة إلى خيمة الكابيتان، فوجدته قد سجل أعداد قتلى الأمس ب 4410 قتيلا. ولعله لمح شيئا في وجهي، فقال لي: إنها الحرب يا صغيري.
قرب الظهر أرسل بونابرته اثنين من ياورانه - أحدهما ابن زوجته، وكلاهما حدثان - إلى قلعة يافا. فناداهما الترك من نوافذ القلعة، وصاحوا بأنهم على استعداد للتسليم إذا وعدوا بألا يعاملوا كما عومل بقية أهل يافا؛ فوعدهم الشابان بأنهم لن يقتلوا، فخرجوا وسلموا سلاحهم.
Bilinmeyen sayfa