وفى الحارس بوعده فأحضر لي الحبر والورق بعد الصلاة. واستأنفت الكتابة. نقضي الوقت في ألعاب الشطرنج والكوتشينة والضامة وطاولة النرد. تعلمت لعبة المنقلة التي يلعبها اثنان مع كل منهما لوحة حفرت فيها ستة ثقوب. ويضع اللاعبان في كل ثقب من هذه الثقوب ست قطع من الحجارة أو الزلط.
الثلاثاء 14 أبريل
صنع أحد النجارين دمى للعبة طاب. توضع 19 دمية في الصف الخارجي، ويمسك كل لاعب بأربع من العصي الصغيرة والمسطحة سوداء من جانب وبيضاء من الجانب الآخر، وتلقى هذه العصي على سكين مغروس في الأرض والهدف أن تتقابل الدمى.
الخميس 16 أبريل
أشيع أن الإنجليز ومن معهم من العثمانية ملكوا ثغر رشيد وأبراجها، وحاربوا من كان بها من الفرنسيس حتى أجلوهم عنها ودخلوها.
الإثنين 19 أبريل
حبسوا معنا أحد المترجمين الشوام الذين يحضرون اجتماعات الديوان. والتففنا حوله نسأله عن الأخبار، فذكر لنا وقائع آخر اجتماع. قال إن الخازندار الفرنسي أستوف طلب من المجتمعين التعجيل بجمع النصف مليون المتفق عليها لأجل نفقة العسكر. ثم قال لهم إن الفرنساوية لا يحبون الكذب، ولم يعهد عليهم، فلازم أن تصدقوا كل ما أخبروكم به، فقال بعض الحاضرين: إنما يكذب الحشاشون والفرنساوية لا يأكلون الحشيش. ثم قال الخازندار: اعلموا أن الفرنساوية لا يتركون الديار المصرية ولا يخرجون منها أبدا، لأنها صارت بلادهم وداخلة في حكمهم، وعلى الفرض والتقدير إذا غلبوا على مصر فإنهم يخرجون إلى الصعيد، ثم يرجعون ثانية.
قال الحاج: إن المترجم ربما كان جاسوسا أرسلوه ليتجسس علينا.
الإثنين 20 أبريل
قال صديقي الحارس: إن الفرنسيس أحاطوا بمنزل حسن أغا لأنه وجد ببيته غلام فرنساوي مختف أسلم وحلق رأسه. وقال: إن هناك أخبارا بوصول طاهر باشا الأرنؤدي بجملة من عساكر العثمانلي الأرنؤد إلى أبي زعبل.
Bilinmeyen sayfa