Bilgi Mührü
العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم
Türler
وهذه الهدايات الأربع مترتبة فإن من لم تحصل له الأولى لا تحصل له الثانية بل لا يصح تكليفه، ومن لم تحصل له الثانية لا تحصل له الثالثة والرابعة، ومن حصل له الرابع فقد حصل له الثلاث قبله، ومن حصل له الثالث فقد حصل له اللذان قبله، ثم ينعكس فقد تحصل الأولى ولا تحصل له ما بقي، والإنسان لا يقدر أن يهدي أحد إلا بالدعاء وتعريف الطرق دون سائر الهدايات وإلى الأولى أشار بقوله: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم}[الشورى:52] [وقوله:] {يهدون بأمرنا}[الأنبياء:73] [وقوله:] {ولكل قوم هاد}[الرعد:7] وإلى سائر الهدايات أشار بقوله: {إنك لا تهدي من أحببت}[القصص:56] وكل هداية ذكر الله عز وجل أنه منع الظالمين والكافرين والفاسقين فهي الهداية الثالثة وهي التوفيق الذي يختص به المهتدون، والرابعة التي هي الثواب في الآخرة وإدخال الجنة نحو قوله عز وجل: {كيف يهدي الله قوما...} إلى قوله: {والله لا يهدي القوم الظالمين}[آل عمران:86] وكقوله: {ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين}[النحل:107] وكل هداية نفاها الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وآله وعن البشر وذكر أنهم غير قادرين عليها فهي ما عدى المختص من الدعاء وتعريف الطريق كالتوفيق وإدخال الجنة كقوله تعالى: {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء}[البقرة:272] {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى}[الأنعام:35] {وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم}[الروم :53] {إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل}[النحل:37] {ومن يضلل الله فما له من هاد} {ومن يهد الله فما له من مضل}[الزمر:37] {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}[القصص:56] وإلى هذا المعنى أشار بقوله تعالى: {أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}[يونس:99] وقوله: {ومن يهد الله فهو المهتد}[الإسراء:97] أي طالب الهدى ومتحريه هو الذي يهديه ويوفقه إلى طريق الجنة لا من ضاده فيتحرى طريق الضلال والكفر كقوله: {والله لا يهدي القوم الكافرين}[البقرة:264] وفي أخرى: {الظالمين} وقوله: {إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار}[الزمر:3] الكاذب الكفار هو الذي لا تقبل هدايته وجحد ربوبيته أو وحدانيته، فإن ذلك رجع إلى هذا وإن لم يكن لفظه موضوعا لذلك ومن لم يقبل هدايته لم يهده كقولك من لم يقبل هديتي لم أهد له، ومن لم يقبل عطيتي لم أعطه، ومن رغب عني لم أرغب فيه، وعلى هذا النحو {والله لا يهدي القوم الظالمين} وفي أخرى: {الفاسقين} وقوله: {أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى}[يونس:35] وقد قرئ: {يهدي إلا أن يهدى} أي لا يهدي غيره ولكن يهدى أي لا يعلم شيئا ولا يعرف أي لا هداية له ولو هدي أيضا لم يهد؛ لأنها موات من حجارة ونحوها.
Sayfa 193