148

Bilgi Mührü

العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم

إذا عرفت هذا فمن أين اشتغلتم يا أهل الحديث بعمارة الدين؟ أم أين المصلوب منكم في ذات الله رب العالمين؟ أم أين المقتول منكم في مباينة الظالمين؟ أم أين المهجور منكم في الإزراء على الفاسقين؟ بل نثرت دراهمهم على رؤوسكم، ونشرت ملابسهم على صحفكم!!

[ابن الوزير] قال رحمه الله : الوجه الخامس: إنها وردت نصوص تقتضي العلم أو الظن أن الخوض في الكلام على وجه التحكيم للأدلة العقلية في المجازات الخفية، وتقديمها على النصوص السمعية مضرة عظيمة ودفع المضرة المظنونة واجب عقلي بإجماع الخصوم ودليل المعقول.

فإن قالوا: وفي ترك علم الكلام خوف مضرة أيضا.

[المؤلف] فالجواب: إن تسمية المرجوح خوفا غير مسلم وإلا تسمينا خائفين لسقوط الأبنية القائمة الصحيحة علينا، سلمنا أنه يسمى خوفا لكن دفع المضرة الموهومة أو المجوزة لا تجب لا سيما إذا لم يندفع إلا بارتكاب ما فيه مضرة مظنونة فإن ذلك قبيح بالضرورة مع تساوي المضرتين واحتمال تساويهما. ا ه.

قلت: والجواب عن هذا الوجه: إن ورود النصوص إن كانت معارضة للقطعيات فغير مأخوذ بها لئلا يعارض القطعي بالظني، قال تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم}[الإسراء:36] وقال الله في ذم المشركين: {إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا}[النجم:28] أو ورود النص المماثل وجب تأويله لئلا يتعارض القطعيان.

وأما قولك: ودفع المضرة المظنونة واجب عقلا لمسلم لكن نحن ننفي المضرة المظنونة لوجوب اتباع القواطع وتأويل المظنون لتجتمع الأدلة ونعمل بجميعها.

Sayfa 171