وقال الآخر:
براقة الجيد واللبات واضحة
كأنها ظبية أفضى بها لبب
وأحمد الأعناق دلالة على الخلق الحسن عند العرب «أن يكون العنق معتدلا بين الدقة والغلظ وبين القصر والطول، وأن يكون سبطا لدنا خفي العروق والودجين والقصبة والحنجرة والفقار وحسن اللون مستوي المغرز .»
فراسة الأذن
الأذن آلة السمع، فإذا كانت عظيمة دلت على قوة حاسة السمع في صاحبها، وكبر الأذن يستلزم كبر الأيدي والأرجل وسائر الأعضاء، والعكس بالعكس، وقد وجدوا بالاستقراء أن عمال البر ورجال الإصلاح يغلب أن يكونوا كبار الآذان، كالأب متى أحد دعاة الدين العظام، وكذلك كوبر وماسون وغريزون وإسحاق هوبر وتوماس كاريت وإبراهيم لنكولن وغيرهم، ووجدوا من الجهة الأخرى أن جماعة من رجال الأموال كانوا كبار الآذان أيضا، وفيهم كثيرون من بيت روتشيلد واستور وجيرار وغيرهم.
وعندهم أن الأذن المستطيلة من الأعلى إلى الأسفل لها قوة على تمييز الأصوات والتفريق بين طبقاتها ونغماتها، وبعكس ذلك الأذن العريضة، وبين عضو السمع وعضو النطق نسبة متبادلة، فمن كانت أذنه قادرة على تمييز الأصوات كان نطقه قادرا على إخراجها.
ووجدوا أن الأذن الكثيرة التجعدات والطيات أشد حساسة وأدق بناء من سواها، وبعكس ذلك الأذن التي ليس لها إلا تجويف واحد، ويؤيدون ذلك بالقياس على آذان الحيوانات، فإن أدقها سمعا أكثرها تجعدا.
وخلاصة أقوالهم أن ذوي الآذان الحساسة دقيقو الشعور الموسيقي، وهؤلاء هم أهل الرقة والذوق على حد قول شكسبير الشاعر الإنكليزي المشهور «إن الرجل إذا لم يكن موسيقيا ولا يطرب للموسيقى فهو لا يصلح إلا لتدبير المفاسد ونصب المكايد ...»
وأحمد الآذان دلالة على الخلق الحسن عند العرب «الآذان المناسبة لمقدار رأسها، وتكون حسنة التكوين، ليست بمنكسرة ولا منبسطة، ولا رقيقة ولا غليظة الشحمة، ولا نابتة الشعر في صماخها بكثرة، ولا تكون مشرفة إلا على صغيرة الشحمة، حسنة اللون والوضع والتكاسير التي بها.»
Bilinmeyen sayfa