3
بآية الجود والإكرام، وفعلت في القلوب بالعطاء والنوال
4
ما قصرت عنه الرماح الطوال، وتأملتها فأرتني ما لا عين رأت، رأت وأظهرت من محاسن المناظر ما أعمرت، وقربت كل منظور بعيد، وتلت:
فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد
وصفا وقتي بصفائها، فلم أشته شيئا إلا جمعت بينه وبيني، وصح علينا قول القائل: (رأيت بعينها ورأت بعيني) ثم سرحت نظري في الإطلاق والرسوم، حتى نظرت نظرة في النجوم، فلم تخف عني شجرا ولا مدرا ولا نجما ولا قمرا:
يزيدك وجهها حسنا
إذا ما زدته نظرا
ببهاء يخيل لي أنها صيغت من ضياء، فلا عيب فيها غير أني نظرت بها في سماء فضلك الباهر، وافق شرفك الطاهر. فلم ينكشف لي بها لجودك آخر، لا زال كرمك بعيدا حده على كل ناظر وباصر، وفضل مناهلك غاية تقصدها الأوائل والأواخر.
وكتب يرثي صديقه عبده الحمولي، وكان مشهورا بكرمه ووفائه ورقة شمائله، وعن ذلك يروي المتأدبون قصصا لطيفة تدل على شهامة النفس التي كانت لذلك الرجل، قال الفقيد:
Bilinmeyen sayfa