ألا تعلم ماذا صنعت لي؟
برترام :
أجل، يا مولاي الكريم، ولكني لا أرجو يوما أن أعرف لم ينبغي أن أتزوج بها.
الملك :
أنت تعلم أنها أنهضتني من فراش مرضي.
برترام :
ولكن أيستلزم هذا يا مولاي أن تعرضني للمهانة والعار، أفهل من واجبي أن أتحمل أنا نتيجة برئك؟ ... إنني أعرفها حق المعرفة، لقد كان أبي هو الذي تولى تنشئتها، أفأتخذ ابنة طبيب فقير لي زوجا، سيلحقني بذلك عار لا ينمحي أبدا.
الملك :
إن ما تحتقره من شأنها مرده إلى القلب وحده، وفي وسعي أن أهبها إياه، ومن عجب أن لا نفترق في الدم، ولا في اللون، ولا في الوزن، ولا في حرارة البدن، ولكنا مع ذلك كله لا نزال في أمر الألقاب جد مختلفين، وإذا كانت الفتاة ربة فضائل (ولا ينقصها إلا ما تكرهه فيها وهو أنها فتاة فقيرة ابنة طبيب)، فإنك إذن تكره الفضيلة من أجل المحتد واللقب، ولكني أربأ بك أن تفعل، وإذا أتت المكارم من المكان الأوهد، شرف المكان بما يفعله شاغله، أما إذا ضخمت الألقاب، وازدهينا بها، بغير خلال، فشرفها أجوف، والمجد بها مزيف، إن الخير وحده هو الخير بغير لقب، وكذلك شأن الشر، لا يؤخذ بلقبه وخطره، وإنما يؤخذ بفعله وأثره، إنها فتاة، حكيمة، جميلة، ورثت كل هذه المحامد من الفطرة ذاتها، وحسب ذلك للشرف الرفيع بانيا، وعن اللقب الكبير مغنيا، وما يتراءى شرفا موروثا، ويدعي أنه جاء من المنبت مغروسا، هو من الشرف سخرية، إذا لم يكن مماثلا لمن ورث منه، إن الشرف لينمو بأعمالنا ويبذخ ويسمو بفضل فعالنا، لا بأسلافنا، وألقاب آبائنا، إن كلمة «شرف» مزدراة على كل قبر، وهي نصب كاذب على كل حدث، وكثيرا ما تكون نصبا أخرس أصم، فوق تراب يهال ويركم ونسيان وعدم، فوق العظام الشريفة حقا، وماذا عساك أن تقول؟ ... إذا لم تستطع أن تقبل هذه المخلوقة فتاة عذراء، فإني بالباقي لزعيم، بائنتها هي ذاتها وفضيلتها، أما الشرف واليسار فأنا كفيل بهما.
برترام :
Bilinmeyen sayfa