إذا استطعت أن تلتمس لك بلدا لم يصب فيه بمثل هذا العار غير نسائه، جاز لك أن تنشئ فيه أمة قليلة الحياء، وداعا يا سيدي، إنني سأمضي إلى فرنسا أيضا، وسنتحدث فيها عنك أبدا. (يخرج.)
بارولس :
ولكني مع ذلك كله شاكر، ولو أني أوتيت قلبا كبيرا لانفجر من هول هذا انفجارا، لن أكون بعد اليوم ضابطا، بل سأكل وأشرب وأنام ككل عبد من عباد الله ضباطا أو أنفارا، ولألزم قدري، وأعرف شأني وخطري، فذلك وحده هو الكفيل لي بالحياة، فقل لمن يرى نفسه متفاخرا، «تقاجا» خف يوما كهذا، وسيأتي يوم يبدو كل تقاج فيه حمارا، وأنت أيها السيف اصدأ في جرابك، ويا أيها الحياء ابرد من أحرارك، ولتحيا يا بارولس آمنا مطمئنا بعارك، وما دمت بالعبث والتهريج قد هزئ بك، فليكن في الهزء توفيقك ونجاحك فإن لكل إنسان حي مكانا، ووسائل وأعوانا ... وإني للاحق بهم. (يخرج.)
المشهد الرابع
فلورنسا - حجرة في بيت الأرملة (تدخل هيلين والأرملة وديانا.)
هيلين :
أحسبك قد أدركت أنني لم أسئ إليك، والله على ما أقول شهيد، وأمام عرشه أجثو، قبل أن أتم القصد، وأبلغ المراد، لقد أديت إليه المأرب المطلوب، عزيزا لديه كالحياة، مما يجعل الوفاق، يطل من صدر التتري الصلد كالحجر الصوان، ويحدو إلى الشكر والامتنان، وقد نبئت أنه الآن في مارسيليا، ولدينا وسائل نقل مريحة إليها، فاعلمي أنهم يحسبونني ميتة، ذهبت من هذه الدنيا، وقد سرح الجيش، وأسرع زوجي عائدا إلى الوطن متهافتا، فبعون الله العلي العظيم، وبعد استئذان مولاي الملك الكريم، لا نلبث أن نلاقي الترحيب قريبا.
الأرملة :
أيتها السيدة الرفيقة ، لم تجدي في يوم من الأيام خادما يقبل أمرك بأحسن مما تقبلناه.
هيلين :
Bilinmeyen sayfa