Charles Darwin: Hayatı
تشارلز داروين: حياته
Türler
لقد أثار خطابك بالغ اهتمامي، ووجدنا تسلية كبيرة في تعليق هكسلي، الذي كان حاذقا جدا إلى حد أنك لم تستطع تذكره. لا أستطيع أن أفهم تسلسل أفكارك تماما؛ لأنك في الصفحة الأخيرة تقر بصحة كل ما أريده، بعدما بدا أنك أنكرته كله في الصفحات السابقة من رسالتك، أو ارتأيته كله محض كلمات، لكن ربما يكون هذا خطئي بسبب تشوشي. أرى بوضوح أن أي اقتناع قد تحدثه فرضية «شمولية التكوين» يعتمد على تركيبة عقل كل رجل. إذا كنت قد توصلت سلفا إلى أي استنتاج مماثل، فالمسألة كلها ستبدو لك قديمة بالطبع. تلقيت خطابا يوم أمس من والاس، الذي يقول (معذرة على الخيلاء الفظيع): «لا أستطيع إطلاقا أن أصف لك مدى إعجابي الشديد بالفصل المتعلق بفرضية «شمولية التكوين». يا لها من «راحة تامة» لي أن يصبح لدي أي تفسير وجيه للصعوبة التي دائما ما كانت تستحوذ على تفكيري، ولن أستطيع التخلي عن هذا التفسير أبدا إلى أن يحل محله تفسير أفضل، وأظن هذا شبه مستحيل، إلى آخره!» تعبر كلمتاه السابقتان [المذكورتان بين علامتي تنصيص] عن مشاعري بدقة بالغة، وإن كان من المحتمل أيضا أنني أشعر بالراحة بدرجة أكبر لأنني ظللت طوال سنوات عديدة أحاول تشكيل فرضية ما دون جدوى. عندما تقول أنت أو هكسلي إن خلية نباتية مفردة، أو جدعة طرف مبتور، لديها «إمكانية» إعادة إنتاج النبتة كلها أو الطرف كله، أو «نشر تأثير ما»؛ فهذه الكلمات لا تعطيني أي فكرة واضحة، لكن عندما يقال إن خلايا أحد النباتات، أو جدعة ما، تحوي ذرات مستمدة من كل خلية أخرى من هذا الكائن الحي كله وقادرة على التطور، تصبح لدي فكرة جلية. بالرغم من ذلك، فلن يكون لهذه الفكرة أي قيمة إذا كانت تنطبق على حالة واحدة فقط، ولكن يبدو لي أنها تنطبق على كل أشكال التوالد، والوراثة، والتحول، وعلى الاستبدال الشاذ للأعضاء، وعلى التأثير المباشر الذي يحدثه العنصر الذكري في النبات الأم، وما إلى ذلك؛ لذا أومن تماما بأن كل خلية تنتج «بالفعل» بذرة أو بريعما من محتوياتها، لكن بخصوص ما إذا كانت هذه الفرضية تعد بمثابة حلقة وصل مفيدة بين عدة مجموعات كبيرة من الحقائق الفسيولوجية، فتلك مسألة منفصلة تماما في الوقت الحالي.
لقد تطرقت إلى النقطة المشكوك فيها (التي أشار إليها هكسلي) المتعلقة بالمدى الذي يمكن أن تبلغه الذرات المشتقة من الخلية نفسها في تطورها إلى بنية مختلفة وفقا لذلك؛ لأنها تتغذى تغذية مختلفة؛ إذ عرضت حويصلات مرارية وزوائد سليلية في شكل رسومات توضيحية. ...
إنه لمن دواعي سروري حقا أن أرسل إليك خطابا بخصوص هذا الموضوع، وسأسعد إذا استطاع كلانا أن يفهم الآخر، ولكن عليك ألا تدع طبيعتك الطيبة هي التي ترشدك. فلتتذكر أننا دائما ما نقاتل باستماتة ونبذل كل ما بوسعنا لننال مبتغانا. سنذهب يوم الثلاثاء إلى لندن، حيث سنمكث أسبوعا في شارع كوين آن أولا، ثم سنذهب إلى بيت الآنسة ويدجوود، في ريجنتس بارك، ونمكث هناك طوال الشهر، وسيكون لهذا «عظيم الأثر» على تجاربي، كما يقول البستاني الذي يعمل لدي، وهو محق في ذلك.
من تشارلز داروين إلى دبليو أوجل
16
داون، 6 مارس [1868]
سيدي العزيز
أشكرك بكل صدق على خطابك الذي أثار بالغ اهتمامي. ليتني علمت بآراء أبقراط هذه قبل أن أنشر كتابي؛ لأنها تبدو شبه متطابقة مع آرائي؛ فهي لا تختلف إلا في المصطلحات وفي تطبيقها على مجموعات من الحقائق كان الفيلسوف القديم يجهلها بالطبع. الحالة كلها مثال ممتاز على مدى ندرة وجود أي شيء جديد.
لقد زعزع أبقراط ثقتي بنفسي وثبط حماستي، لكني لا أهتم كثيرا بأن أحدا آخر قد سبقني. فأنا أطرح الآراء على أنها محض فرضية مؤقتة، غير أنني أتوقع في قرارة نفسي أن الناس سيسلمون بصحة مثل هذا الرأي عاجلا أم آجلا. ... أتوقع أن النقاد لن يكونوا على قدر كبير من المعرفة والاطلاع مثلك، وإلا فمن المؤكد أنني سأتهم بالسرقة العمد لفرضية «شمولية التكوين» من أبقراط؛ لأن هذه هي العقلية التي يسعد بعض النقاد بإظهارها.
من تشارلز داروين إلى فيكتور كاروس
Bilinmeyen sayfa