Charles Darwin: Hayatı
تشارلز داروين: حياته
Türler
سيجد القارئ هذه المقالات وقد أعيد نشرها في كتاب «داروينيانا» الذي كتبه آسا جراي، في الصفحة 87، تحت عنوان «الانتقاء الطبيعي لا يتعارض مع اللاهوت الطبيعي». لاقى الكتاب إعجابا كبيرا بين الأشخاص الأقدر على إدراك محاسنه، وارتأى والدي أنه كان ذا فائدة كبيرة في تقليل المعارضة، وإقناع الناس بتغيير أفكارهم القديمة واعتناق فكرة التطور. ولا يتجلى استحسانه الشديد له في خطاباته فحسب، بل كذلك في حقيقة أنه أورد ذكرا خاصا له في مكان بارز جدا في الطبعة الثالثة من كتاب «أصل الأنواع». وقد اعترف لايل، من بين رجال آخرين، بقيمة الكتيب كترياق لنوعية النقد الذي كانت قضية التطور تعانيها. ومن ثم، أرسل والدي خطابا إلى الدكتور جراي، قائلا فيه: «سأذكر لك مثالا واحدا على فائدة كتيبك: كان أسقف لندن يسأل لايل عن رأيه في المقال النقدي الوارد في دورية «كورترلي»، وأجاب لايل قائلا: «اقرأ في مجلة «أتلانتيك» ما كتبه آسا جراي».» يتجلى بوضوح تام أن والدي، في مثل حالة منشورات الدكتور جراي، لم يفرح بنجاح رأيه الخاص عن التطور ، أي إن التعديل يحدث أساسا بسبب الانتقاء الطبيعي، بل على العكس من ذلك، كان يرى أن النقطة المهمة حقا هي أن يقبل مذهب الانحدار. ومن ثم أرسل خطابا إلى البروفيسور جراي (11 مايو 1863) بخصوص كتاب «عصور البشر القديمة»، الذي كتبه لايل، قائلا: «إنك تتحدث عن لايل معتبرا إياه حكما، ما أشكو منه الآن أنه يرفض أن يكون حكما ... أكاد أن أتمنى أحيانا أن يكون لايل قد انتقدني. عندما أتحدث بضمير المتكلم هنا، فأنا لا أقصد سوى مسألة «تغير الأنواع بالانحدار». فتلك هي النقطة التي أراها فارقة. صحيح أنني شخصيا مهتم جدا بالانتقاء الطبيعي، لكني أرى ذلك غير مهم تماما مقارنة بسؤال «الخلق أم التعديل».»]
من تشارلز داروين إلى آسا جراي
داون، 11 أبريل [1861]
عزيزي جراي
سررت جدا بتلقي صورتك، وأنا الآن في انتظار صورتي التي سأرسلها فور مجيئها. إنها قبيحة، ويؤسفني القول إن الذنب ليس ذنب المصور ... منذ آخر خطاب أرسلته، تلقيت عدة خطابات تعج بأعظم إشادة لمقالتك؛ إذ يقر الجميع بأنها أفضل ما كتب، وبفارق كبير عن أقرب نظيراتها، وأنا متيقن أنها قدمت لكتاب «أصل الأنواع» نفعا كبيرا. لم أسمع شيئا بعد عن قدر مبيعاته. سترى مقالا نقديا في دورية «ذا جاردنرز كرونيكل». عزيزي هنزلو المسكين، الذي أدين له بالكثير، يحتضر، وهوكر برفقته. شكرا جزيلا على مجموعتي أوراق المحاضر التي أرسلتها. لا أستطيع فهم ما يرمي إليه أجاسي. أظنك تحدثت ذات مرة عن البروفيسور بوين واصفا إياه بأنه رجل ذكي جدا. الحق أني أرى من كتاباته أنه يفتقر إلى مهارة الملاحظة تماما. لا يمكن أن يكون قد شاهد الحيوانات كثيرا، وإلا كان سيرى الفارق بين الكلاب المسنة الحكيمة والكلاب الصغيرة. ورقته البحثية عن الوراثية عجيبة للغاية. ذلك أنك إذا أخبرت أحد مربي الحيوانات بأن ينتقي أسوأ «أفراد» الحيوانات لديه، وينشئ منها نسلا، ثم يأمل في نيل مبتغاه، فسوف يظن أنك ... مجنون. [توفي البروفيسور هنزلو في 16 مايو 1861، جراء مضاعفات التهاب الشعب الهوائية واحتقان الرئتين وتضخم القلب. لم تستسلم بنيته الجسدية القوية سريعا ، وظل في حالة وهن مؤلمة طيلة أسابيع، وهو يدري بأن نهايته قريبة وينظر إلى الموت بعينين شجاعتين غير خائفتين. وفي كتاب «سيرة هنزلو» الذي كتبه السيد بلومفيلد (جينينز) (عام 1862)، ورد وصف جليل مؤثر لزيارة الوداع التي قام بها البروفيسور سيجويك إلى صديقه القديم. قال سيجويك فيما بعد إنه لم ير قط «إنسانا روحه أقرب إلى الجنة منه».
أرسل والدي خطابا إلى السير جيه دي هوكر عند سماعه بوفاة هنزلو، قائلا: «إنني على يقين تام أن هذه الأرض لم يسر عليها رجل أفضل منه قط.»
ذكر أبي انطباعاته عن شخصية هنزلو في كتاب «سيرة هنزلو» الذي كتبه بلومفيلد. وأرسل خطابا إلى السير جيه دي هوكر بخصوص هذه الذكريات (في 30 مايو 1861) قائلا: «كتبت صباح اليوم ذكرياتي وانطباعاتي عن شخصية عزيزي المسكين هنزلو في عام 1830 تقريبا. أحببت هذه المهمة؛ ولذا كتبت أربع صفحات أو خمسا تنسخ الآن. لا أظن أنك ستستخدمها كلها، لكنك بالطبع تستطيع أن تجزئها وتغيرها بقدر ما تشاء. إذا استخدمت أكثر من جملة واحدة، فسأود أن أرى بروفة طباعة؛ لأنني لا أستطيع أبدا أن أكتب على نحو جيد إلى أن أرى الموضوع مطبوعا. من المرجح جدا أن تبدو بعض تعليقاتي تافهة للغاية، لكني رأيت أنه من الأفضل أن أفصح عن أفكاري مثلما خطرت ببالي؛ لتستخدمها أنت وجينينز بالطريقة التي تريانها مناسبة.
سترى أنني قد تجاوزت ما طلبته، لكنني، كما قلت في البداية، كنت مستمتعا بكتابة انطباعي عن شخصيته الرائعة.»]
من تشارلز داروين إلى آسا جراي
داون، 5 يونيو [1861]
Bilinmeyen sayfa