Charles Darwin: Hayatı ve Mektupları (Birinci Bölüm): Charles Darwin Tarafından Bir Otobiyografi Bölümü ile
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Türler
[تمتد حياة والدي في كامبريدج من بداية الفصل الدراسي الشتوي في عام 1828، حين أتى إليها طالبا مستجدا، إلى نهاية فصل مايو عام 1831، حين نال شهادته وغادر الجامعة.
ويظهر من سجلات الكلية أن والدي «قد التحق بها في فئة الطلاب الحاصلين على إعانة صغيرة، تحت إمرة كبير المعلمين شو» في 15 أكتوبر 1827. ولم يحضر والدي للإقامة حتى الفصل الدراسي الشتوي عام 1828؛ لذا، بالرغم من أنه قد اجتاز اختباراته في موعدها المحدد، فلم يتمكن من نيل شهادته في الموعد المعتاد؛ بداية الفصل الدراسي الشتوي عام 1831. وفي مثل هذه الحالة، عادة ما ينال الشخص شهادته قبل أربعاء الرماد، وهو يسمى حينها «حاصل على الدرجة العلمية في يوم الرماد»، ويصنف ضمن الحاصلين على الدرجة العلمية لذلك العام. بالرغم من ذلك، يرد اسم والدي في قائمة الحاصلين على الشهادة «في يوم المعمودية»، أو الذين حصلوا على الدرجة العلمية في الفترة بين أربعاء الرماد ويوم القديس يوحنا المعمدان (الرابع والعشرين من يونيو). (إذ قد ورد في «سجل كامبريدج»، بتاريخ الجمعة، 29 أبريل، 1831 ما يلي: «في يوم الثلاثاء الماضي، حصل تشارلز داروين الطالب بكلية كرايست على درجة الليسانس.») ومن ثم فقد ورد تصنيفه ضمن الحاصلين على درجة الليسانس عام 1832.
لقد ظل مقيما، على مدى فصل دراسي أو اثنين، في النزل الموجود أعلى متجر بيكون للتبغ، وهذا المتجر ليس هو ذلك المتجر الموجود في منطقة السوق، والذي يعرفه جيدا الآن جميع أهل كامبريدج، بل كان في شارع سيدني. ثم أقام بغرفة سكنية جيدة تطل على الطرف الجنوبي لأقدم ساحات كلية كرايست، وظل مقيما بها إلى أن انتهى من دراسته. (تقع الغرفة في الطابق الأول، على الجانب الغربي من الدرج الأوسط، وقد سمح مؤخرا بتعليق ميدالية (وهبها أخي للكلية) على جدار غرفة الجلوس بها.)
أما عن العوامل التي حددت اختيار هذه الكلية لأبي ولأخيه إيرازموس، فذلك مما لا سبيل لي إلى معرفته. لقد درس إيرازموس الأكبر؛ جدهما، في كلية سان جون، وربما كانت هذه الكلية مناسبة لهما؛ إذ إنها ترتبط بمدرسة شروزبيري. غير أنه يبدو أن حياة الطلاب في كلية سان جون في ذلك الوقت، كانت بها بعض المشاكل، وذلك بناء على ما يمكنني ملاحظته من انتقال قريب لي من هناك إلى كلية كرايست، ليتفادى أساليب التضييق المتبعة في هذه الكلية. وتوضح الأمر نفسه قصة أخرى رواها السيد هربرت
1
وهي كالتالي:
في بداية فصل أكتوبر الدراسي عام 1830، حدث أمر كانت له عواقب مزعجة بعض الشيء بالنسبة لي، وإن كانت هزلية. كان داروين قد طلب مني أن أذهب معه في جولة سير طويلة في منطقة فينز للبحث عن بعض المواد الطبيعية التي كان يرغب في الحصول عليها. وبعد يوم طويل ومرهق جدا من العمل، تناولنا العشاء معا متأخرا في المساء في غرفته بكلية كرايست، وحالما انتهينا من العشاء، ارتمينا على مقعدين مريحين وغرق كل منا في نوم عميق. استيقظت أنا أولا في نحو الثالثة صباحا، ولأنني أدري بالقواعد الصارمة في كلية سان جون وهي التي تقضي بأن يعود الطلاب إلى الكلية قبل منتصف الليل، فحين نظرت إلى ساعتي، اندفعت عائدا إلى غرفتي بأقصى سرعة خوفا من العواقب، وأملا في أن يقبل العميد عذري حين أخبره بالحقيقة. لكنه كان متعنتا ورفض أن يستمع إلى توضيحي للأمور أو إلى أي دليل قد أقدمه، وبالرغم من أنه لم يصدر عني أني قد حضرت إلى الكلية متأخرا على الإطلاق خلال فترة دراستي، وقد أصبحت الآن طالبا مجتهدا على وشك الحصول على الليسانس، ولدي خمسة طلاب أو ستة، فقد قرر حبسي داخل جدران الكلية وعدم الخروج منها حتى نهاية الفصل الدراسي. لم يكن لاستياء داروين حدود، ولم يتسبب تعسف العميد وظلمه في إثارة مشاعر الغضب لدى أصدقائي فحسب، بل كان موضوع احتجاج عدد من الأعضاء البارزين في الجامعة.
يبدو أن والدي لم يكن يواجه صعوبة في التعامل مع جميع الأشخاص الذين تعاقبوا على رئاسة كلية كرايست التي أعادت تأسيسها الليدي مارجريت. وقد كان انطباع المعاصرين لوالدي عن كلية كرايست في أيامهم، هو أنها كانت كلية لطيفة وهادئة نسبيا، ويسود فيها ميل إلى «الاهتمام بالخيول»؛ فقد اعتاد الكثير من الطلاب الذهاب إلى نيوماركت خلال السباقات، بالرغم من أن المراهنة لم تكن من الممارسات المعتادة. ولم يكن كبير المعلمين السيد شو، يثبطهم عن ذلك على الإطلاق؛ فعادة ما كان هو نفسه يرى حاضرا في هذه المناسبات. وقد كان بهذه الكلية نسبة مرتفعة بعض الشيء بين الطلاب العاميين الذين يدفعون نفقات تعليمهم؛ فقد كانوا ثمانية أو تسعة، والطلاب الذين يتقاضون إعانة؛ فقد كانوا ستين أو سبعين، مما يعني أنها كانت كلية غير مناسبة للرجال الذين يملكون المال ولا يفضلون الالتزام الصارم بالنظام.
وتوضح الطريقة التي كانت تقام بها الشعائر في الكنيسة، أن العميد على الأقل، لم يكن مفرط الحماس؛ فقد سمعت أبي وهو يحكي كيف أن العميد كان يقرأ في شعائر المساء بالكنيسة آيات بديلة من سفر المزامير، دون أن يتظاهر حتى بانتظار الحشد لكي يحظوا بفرصتهم في ترديدها . وإذا طال الوقت المخصص لقراءة الإنجيل، فإنه كان ينهض ويبدأ في قراءة سفر نشيد الأنشاد بعد أن يكون الطالب قد قرأ خمس عشرة أو عشرين آية.
ومن اللافت للنظر أن أبي غالبا ما كان يتحدث عن حياته في كامبريدج كما لو أنها كانت مضيعة للوقت، ناسيا أنه، بالرغم من أن معظم الدراسات المقررة كانت عقيمة بالنسبة له، قد حظي بالقدر الأكبر من أفضل مزايا الحياة الجامعية؛ من التواصل مع الآخرين، وكذلك فرصة أن ينمو ذهنه ويتطور بقوة. والواقع أنه كان يكن عظيم التقدير للمزايا التي اكتسبها من معرفته بالبروفيسور هنزلو وآخرين غيره، لكنه على ما يبدو كان يرى ذلك على أنه إحدى نتائج وجوده في كامبريدج التي كانت وليدة الصدفة، لا مزية يمكن أن ينسب الفضل فيها إلى كليته. وكان من أصدقاء والدي في كامبريدج، الراحل السيد جيه إم هربرت، وهو قاض بمحكمة المقاطعة في جنوب ويلز، وقد أسعدني الحظ بأن حصلت منه على بعض الملاحظات التي تساعدنا على تكوين فكرة عن مدى إبهار أبي لمعاصريه؛ فقد كتب السيد هربرت يقول: «أعتقد أنني قابلت داروين لأول مرة في ربيع عام 1828، إما في غرفة ابن عمي ويتلي في سان جون أو في غرفة شخص آخر من زملاء دراسته القدامى في شروزبيري، وهم الذين كانت تجمعني بمعظمهم أواصر صداقة متينة. لكن من المؤكد أنه في صيف هذا العام قد توطدت علاقتنا إلى حد الحميمية، وذلك حين تصادف أن كنا معا في باراموث نقضي العطلة الصيفية في القراءة مع معلمينا الخصوصيين: هو مع معلمه الخاص للرياضيات والأعمال الكلاسيكية؛ باترتون من سان جون، وأنا مع ييت من سان جون.»
Bilinmeyen sayfa