Charles Darwin: Hayatı ve Mektupları (Birinci Bölüm): Charles Darwin Tarafından Bir Otobiyografi Bölümü ile
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Türler
والنيوتيا تحت أغصان شجر الزان. وقد كان مغرما كذلك بالغابة الصغيرة «هانجروف»، التي كانت أعلى هذه المنطقة قليلا، وأنا أتذكره وهو يجمع الأعشاب منها حين تراءى له تحديد أسماء الأنواع الشائعة هناك. وقد كان مغرما بتكرار قول أحد صبيانه الصغار الذي وجد نوعا من العشب لم يره أبوه من قبل فوضعه بجانب طبقه في أثناء العشاء معلقا: «أنا مستكشف أعشاب استثنائي!»
لقد كان أبي يستمتع كثيرا بالتريض على مهل في الحديقة بصحبة أمي أو بعض أطفاله، أو التنزه معهم جميعا بالجلوس على أحد المقاعد الموجود على العشب، لكنه عادة ما كان يجلس على العشب مباشرة، وأنا أتذكر أنه كان كثيرا ما يستلقي تحت إحدى أشجار الليمون الكبيرة، واضعا رأسه على الرابية الخضراء الموجودة عند قاعدتها. وحين كنا نجلس في الخارج في أجواء الصيف الجافة، عادة ما كنا نسمع البكرة الضخمة الموجودة في البئر وهي تدور؛ ولهذا فقد أصبح هذا الصوت مرتبطا بتلك الأيام السعيدة. لقد كان يحب مشاهدتنا ونحن نلعب كرة المضرب على العشب، وكثيرا ما كان يلقي لنا بأي كرة شاردة، مستخدما مقبض عصاه المقوس.
وبالرغم من أنه لم يشارك بصفة شخصية في أعمال الحديقة، فقد كان يستمتع كثيرا بجمال الزهور؛ مثل باقات الأزالية التي غالبا ما كانت تزين غرفة الاستقبال. وأعتقد أنه كان يمزج في بعض الأحيان بين إعجابه بتركيب الزهرة وجمالها الجوهري، وذلك على سبيل المثال في حالة زهور الدايلترا
Dielytra
المتدلية الضخمة بلونيها الأبيض والوردي. وبالطريقة نفسها، فقد كان يكن حبا، نصفه علمي ونصفه فني، لزهرة اللوبيليا الزرقاء الصغيرة؛ ونظرا لإعجابه بالزهور، فكثيرا ما كان يسخر من الألوان الباهتة المستخدمة في الفنون، ويقارنها بما تتسم به الطبيعة من ألوان زاهية. لقد كنت أحب سماعه وهو يعبر عن إعجابه بالزهور؛ لقد كان ذلك ضربا من الامتنان للزهرة نفسها، وحبا شخصيا لرقة لونها وشكلها. وأنا أتذكره ذات مرة وهو يلمس برفق زهرة قد أعجبته؛ ولم يكن ما رأيته منه يختلف عن ذلك الإعجاب البسيط الذي قد يبديه الأطفال.
لم يكن يسعه ألا يضفي السمات البشرية على الأشياء الطبيعية. وقد كان هذا الشعور يتجلى مدحا أو ذما؛ فقد كان يقول مثلا عن بعض الشتلات: «تلك الشتلات الوضيعات، إنهن يفعلن بالضبط ما لا أريده منهن.» وبنبرة تجمع بين الغيظ والإعجاب، كان يتحدث عن براعة ورقة نبات الميموزا في القيام بالالتواء حول نفسها والخروج من حوض ماء كان قد حاول تثبيتها فيه. وتتضح هذه الروح أيضا في حديثه عن نبات الندية وديدان الأرض وغير ذلك. (يقارن ليسلي ستيفن في كتابه «سويفت»، طبعة عام 1882، صفحة 200، بين ما كان يجريه سويفت من بحث حول سلوكيات الخدم وعاداتهم وبين ملاحظة أبي للديدان، فيقول: «إن الفرق هو أن داروين لم يكن يكن للديدان سوى المشاعر الطيبة.»)
وفي حدود ما أتذكره، فقد كان النشاط الترفيهي الوحيد الذي يقوم به أبي خارج المنزل، إضافة إلى المشي، هو ركوب الخيل، الذي قد بدأ ممارسته بناء على نصيحة الدكتور بينس جونز، وقد حالفنا الحظ فعثرنا له على جواد قصير قوي القوائم، وقد كان في غاية السلاسة والهدوء، واسمه «تومي». لقد كان يستمتع بهذه الجولات استمتاعا بالغا، وكان يقوم بعدد من الجولات القصيرة كي يتمكن من العودة إلى المنزل في وقت الغداء. ويتناسب ريفنا مع هذا الأمر؛ فهو يمتلئ بالوديان الصغيرة، مما يضفي التنوع على الطريق الذي سيكون مملا في أي أرض منبسطة. وأعتقد أن والدي لم يكن بطبيعته مغرما بالخيل، ولم يكن كثير التقدير لذكائها، وقد كان يسخر كثيرا من «تومي» لما كان يبديه من وجل حين كان يمر مرة بعد أخرى بتلك الكومة التي تتألف من بقايا تقليم السياج، في أثناء دورانه حول الحقل. وأعتقد أن أبي كان يدهش من نفسه حين يتذكر جسارته في ركوب الخيل، ثم يتذكر ما حل به من التقدم في العمر واعتلال الصحة؛ إذ انتزعا منه جلده. لقد كان يقول إن ركوب الخيل كان أنجع من السير في منعه عن التفكير؛ إذ كان ينشغل بالجواد بالدرجة الكافية التي تمنعه عن أي تفكير حقيقي جاد. وكذلك كان تغيير المناظر جيدا لصحته ومعنوياته.
ولسوء الحظ، سقط تومي بقوة وهو على ظهره ذات مرة في منطقة كيستون كومان، وقد حدثت له حادثة أخرى مع جواد آخر، فأضرتا بأعصابه، ونصح بالتوقف عن ركوب الخيل.
وإذا ذهبت إلى ما هو أبعد من تجربتي الخاصة ورحت أستعيد ما سمعته منه عن حبه للرياضة وغير ذلك، فأستطيع أن أتذكر القدر الكثير، لكنه سيكون تكرارا لما ورد في عمله «ذكريات». لقد كان مولعا وهو في المدرسة بلعبة ضرب الكرة بالمضرب، وتلك هي اللعبة الوحيدة التي كان بارعا بها. وكان مولعا كذلك ببندقيته وهو لا يزال صبيا، وأصبح قناصا جيدا. وقد اعتاد أن يحكي كيف أنه تمكن وهو في أمريكا الجنوبية من اصطياد ثلاثة وعشرين من طيور الشنقب بأربع وعشرين طلقة فحسب، وقد كان حريصا على أن يضيف أنه لم يكن يعتقد أنها بضراوة طيور الشنقب الإنجليزية.
كانت وجبة الغداء تقدم في داون بعد الجولة التي كان أبي يقوم بها في منتصف النهار، ويمكنني هنا أن أتحدث قليلا عن وجباته بصفة عامة. لقد كان يحب الحلوى كالأطفال، وذلك من سوء حظه؛ إذ إنه دائما ما كان يمنع من تناولها. ولم يكن ناجحا في الحفاظ على ما اتخذه من «عهود»، كما كان يسميها، بالامتناع عن تناول الحلوى، ولم يكن يعتبر أنها ملزمة له على الإطلاق، ما لم يقطعها على نفسه بصوت عال.
Bilinmeyen sayfa