Charles Darwin: Hayatı ve Mektupları (Birinci Bölüm): Charles Darwin Tarafından Bir Otobiyografi Bölümü ile
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Türler
بالنسبة إلى مظهره الشخصي (وفي ظل هذه الأيام التي نشهد فيها انتشار الصور الفوتوغرافية)، ليس هناك داع لأن نقول الكثير. لقد كان يبلغ من الطول ستة أقدام تقريبا، لكنه لم يكن يبدو طويلا للغاية؛ إذ كان ظهره محنيا بدرجة كبيرة، وقد استسلم في آخر أيامه لهذا الانحناء، لكنني أستطيع أن أتذكره قبل ذلك بفترة طويلة، وهو يقف مستقيما مع بعض الاهتزاز يطيح بذراعيه إلى الخلف ليفتح صدره. لقد كان يخلف عنه انطباعا بأنه نشيط أكثر مما هو قوي، ولم تكن كتفاه عريضتين بما يتناسب مع طوله، لكنهما لم تكونا صغيرتين بالتأكيد. لا بد أنه كان يتمتع بقدرة كبيرة على التحمل حين كان شابا صغيرا؛ ففي إحدى الجولات الاستكشافية الشاطئية، التي كان يقوم بها في رحلة «البيجل»، كان الجميع يعانون من ندرة المياه، وكان هو أحد الرجلين اللذين كانا أكثر قدرة على المثابرة بحثا عن الماء. لقد كان نشيطا حين كان صبيا، وكان يمكنه أن يقفز حاجزا يحاذي ارتفاعه «تفاحة آدم» الموجودة في رقبته.
كان يسير متأرجحا، وهو يستند على عصا كعبها من الحديد الثقيل، وهي التي كان يدق بها على الأرض بصوت عال، فتصدر حين كان يمشي بها على «الممشى الرملي» في داون طقطقة متواترة الإيقاع، والتي ظلت ذكرى واضحة للغاية لدى كل منا. وعند عودته من جولته التي كان يقوم بها في منتصف النهار، حاملا في معظم الأحوال معطفه الواقي من المطر أو عباءته؛ وذلك لشعوره بالحر الشديد، يستطيع المرء أن يرى أنه يحافظ على خطوته المتأرجحة تلك ببعض الجهد. كانت خطوته في داخل المنزل بطيئة ومجهدة في أغلب الأحيان، وحين كان يصعد الدرج في العصر، كان صوت وقع أقدامه يتردد ثقيلا، كما لو أنه كان يبذل مجهودا كبيرا في كل خطوة. أما حين كان ينهمك في عمله، فقد كان يتحرك بسرعة وسهولة كافيتين. وكثيرا ما كان يهرول داخلا إلى الردهة في أثناء قيامه بالإملاء ليشتم بعض النشوق، تاركا باب المكتب مفتوحا وصائحا بالكلمات الأخيرة من جملته في أثناء سيره. وأحيانا، كان يستخدم في داخل المنزل عصا مصنوعة من خشب البلوط تشبه عصا التسلق الصغيرة، وقد كانت تلك علامة على أنه يشعر بالدوار.
بالرغم من قوته ونشاطه، فإنني أعتقد أنه لم يكن يتمتع قط بالرشاقة في الحركة؛ فلم يكن بارعا في استخدام يديه، ولم يكن يجيد الرسم على الإطلاق. (إن الشكل الذي يمثل محتويات الخلية مجمعة في كتابه «النباتات آكلة الحشرات» من رسمه.) وقد كان يشعر بالأسف الشديد لذلك، وطالما كان يؤكد الأهمية القصوى لأن يسعى الشباب من الباحثين في التاريخ الطبيعي إلى إجادة الرسم.
كان بارعا في التشريح تحت المجهر البسيط، لكنني أعتقد أن ذلك يعود إلى ما كان يتمتع به من صبر وما يوليه من عناية بالغة. لقد كان يعتقد أن العديد من التفاصيل الصغيرة المتعلقة بالبراعة في التشريح لهي أمر يكاد يفوق مستوى القدرات البشرية. وكان يتحدث كثيرا بإعجاب عما شهده من براعة نيوبورت في تشريح نحلة طنانة؛ إذ استخرج جهازها العصبي بعد أن جزها بضع مرات فقط بمقص رفيع كان يمسكه، كما اعتاد والدي أن يوضح، وهو يرفع مرفقه، وبأسلوب يضمن تحقيق درجة كبيرة من الثبات الضروري بالطبع. لقد كان والدي يعتقد أن إعداد المقاطع التشريحية إنجاز عظيم، وفي العام الأخير من حياته، أبدى طاقة مدهشة وبذل قصارى جهده لكي يتعلم كيفية إعداد مقاطع من أوراق النباتات وجذورها. لم تكن يداه ثابتتين بما يكفي للإمساك بالشيء المراد قطع جزء منه، وقد كان يستخدم مشراحا دقيقا عاديا، تكون البقعة المخصصة للإمساك بالشيء مثبتة بإحكام، وتنزلق الشفرة على سطح زجاجي عند إعداد المقاطع. وقد اعتاد على السخرية من نفسه ومهارته في إعداد المقاطع، وهي التي كان يقول عنها: «إنها تجعله عاجزا عن الكلام من فرط الإعجاب بها.» بالرغم من ذلك، فلا بد أنه كان يتمتع بدقة النظر والقدرة على تنسيق حركاته؛ إذ كان بارعا في التصويب بالبندقية حين كان شابا، وفي الرمي حين كان صبيا. لقد قتل ذات يوم أرنبا بريا كان يجلس في حديقة الزهور في شروزبيري، وذلك برميه بقطعة صغيرة من الرخام، وحين أصبح رجلا، قتل ذات مرة طائرا ملتوي المنقار برميه بقطعة من الحجارة. لقد كان مستاء للغاية لقتله هذا الطائر بلا جدوى، حتى إنه لم يذكر الأمر لسنوات، ثم وضح بعد ذلك أنه ما كان ينبغي له أن يرميه بقطعة الحجارة، إذا لم يكن متأكدا من أنه فقد مهارته القديمة في الرمي.
كان يتململ بأصابعه في أثناء السير، وقد وصف ذلك في أحد كتبه بأنها عادة رجل عجوز. وكثيرا ما كان يمسك أحد معصميه بيده الأخرى حين كان يجلس، وقد كان يجلس واضعا ساقا على ساق، وقد كانت الساقان تتصالبان بدرجة كبيرة من شدة نحافتهما ، ويتضح ذلك في إحدى صوره الفوتوغرافية. وقد كان يرفع كرسيه الموجود في المكتب وفي غرفة الاستقبال إلى مستوى أعلى من المعتاد في الكراسي الأخرى؛ ذلك أن الجلوس على كرسي منخفض الارتفاع أو حتى في الارتفاع المعتاد كان يتسبب في شعوره بعدم الارتياح. وقد اعتدنا أن نسخر من قيامه بزيادة ارتفاع كرسيه في غرفة الاستقبال أكثر وأكثر بوضع عدد من مساند القدمين فوقه، ثم معادلة النتيجة بأن يضع قدميه على كرسي آخر.
كانت لحيته كثة وغير مهذبة في معظمها، وقد كان شعره رماديا يمتزج بالأبيض، ناعما لا خشنا، وكان مموجا أو مجعدا. وكان شاربه يبدو مشوها بعض الشيء، بقصته القصيرة العريضة. وقد أصابه الصلع فيما بعد، ولم يتبق في رأسه سوى بعض من الشعر الداكن بالخلف.
كان وجهه متورد اللون، ولعل ذلك قد جعل الناس يظنون أنه أقل اعتلالا مما كان عليه. لقد كتب إلى الدكتور هوكر (13 يونيو 1849) يقول: «إن الجميع يظنون أنني أبدو جميلا مشرق الوجه، ويظن معظمهم أنني أدعي المرض، لكنك لم تكن قط واحدا من هؤلاء.» ويجب أن نتذكر أنه كان مريضا للغاية في تلك الفترة وكان مرضه فيها أشد كثيرا من مرضه في السنوات الأخيرة من حياته. كانت عيناه بلون رمادي يميل إلى الزرقة، ويتدلى من فوقهما حاجبان بارزان وكثيفا الشعر. كان أعلى جبينه متغضنا، لكن وجهه كان خاليا من الخطوط أو العلامات فيما عدا ذلك. ولم تكن تعابير وجهه تدل على ما يعانيه من تعب مستمر.
حين كانت محادثة ممتعة تثير فيه الحماس، كانت سلوكياته كلها تصبح مشرقة ومفعمة بالحيوية على نحو رائع، وقد كان وجهه ينخرط بشدة في هذه الحيوية العامة. كانت ضحكته طلقة ورنانة، كضحكة من يكرس نفسه بكل ود واستمتاع للشخص والشيء اللذين يمتعانه. وغالبا ما كانت تبدر عنه إيماءة وهو يضحك، كأن يرفع يديه أو ينزل إحداهما بضربة بها. وأعتقد أنه كان يميل إلى استخدام الإيماءات بنحو عام، وكثيرا ما كان يستخدم يديه في شرح أي شيء (تلقيح الزهور، على سبيل المثال )، وقد كان يبدو أنه يستخدمهما كوسيلة مساعدة له وليس للمستمع. وكان يفعل ذلك في مناسبات كان معظم الأشخاص فيها يوضحون شروحاتهم باستخدام رسومات تخطيطية مرسومة بالقلم الرصاص.
كان يرتدي ملابس فضفاضة داكنة اللون. وفي سنوات حياته الأخيرة، توقف عن ارتداء القبعة الطويلة حتى في لندن، وكان يرتدي قبعة سوداء ناعمة في الشتاء، وقبعة كبيرة من القش في الصيف. وكان لباسه في خارج المنزل يتألف عادة من العباءة القصيرة التي تظهر في الصورة الفوتوغرافية التي التقطها له إليوت وفراي، وهو يميل على عمود في الشرفة. وهناك أمران غريبان فيما يتعلق بلباسه داخل المنزل، وهما أنه كان يضع شالا على كتفيه في أغلب الأحيان، وأنه كان يمتلك حذاء عالي الرقبة واسعا للغاية، ومصنوعا من القماش ومبطنا بالفراء، وهو الذي كان يرتديه فوق حذائه في داخل المنزل. ومثل غيره من الأشخاص الرقيقي الصحة، فقد كان يعاني من الحرارة ومن البرودة على حد سواء؛ كما لو أنه لا يستطيع تحقيق التوازن بين الحرارة الشديدة والبرودة الشديدة. وغالبا ما كان يشعر بالحر الشديد عندما تشغل ذهنه بشدة مسألة ما؛ فكان يخلع معطفه إذا حدث أي خطب في مسار عمله.
كان يستيقظ مبكرا وأعتقد أن ذلك يعود بصفة أساسية إلى أنه لم يكن يستطيع أن يستلقي في السرير، وأعتقد أنه كان سيحب أن ينهض أبكر مما كان يفعل. وكان يذهب في جولة قصيرة قبل الإفطار، وتلك عادة اكتسبها حين ذهب لأول مرة إلى مصحة للعلاج المائي، وقد حافظ عليها حتى آخر حياته تقريبا. وقد كنت أحب أن أذهب معه وأنا فتى صغير، والآن ترادوني ذكرى بعيدة ومبهمة لحمرة شروق الشمس في فصل الشتاء، وذكريات الرفقة الممتعة، إضافة إلى شعوري بالزهو والافتخار فيما يتعلق بهذا. وقد كان يسليني وأنا فتى صغير بأن يخبرني كيف أنه رأى في جولات سابقة له، في بواكير الصباح في الشتاء، مرة أو مرتين الثعالب وهي تهرول إلى منازلها عند الفجر.
Bilinmeyen sayfa